«ظُهر» يثير «جنون الأتراك» ويجدد أطماعهم فى الثروات البترولية
![الرئيس السيسى أثناء مناقشة القائمين على حقل ظهر بعد افتتاحه](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/12900938981519061867.jpg)
الرئيس السيسى أثناء مناقشة القائمين على حقل ظهر بعد افتتاحه
فى مؤشر على تغير معادلة الطاقة فى منطقة شرق البحر المتوسط بعد ترسيم مصر حدودها البحرية مع قبرص واليونان، خاصة عقب اكتشاف حقل «ظهر» النفطى من قبل شركة «إينى» الإيطالية، التى تقوم بأعمال تنقيب مماثلة فى مياه قبرص، اعترضت قوات البحرية التركية قبل أيام إحدى سفن التنقيب التابعة لشرطة «إينى» فى المياه القبرصية، الخطوة التى لاقت رفضاً واسعاً من قبل الاتحاد الأوروبى وإيطاليا وبطبيعة الحال قبرص واليونان.
التحرك التركى فى المياه التابعة لقبرص، بحسب مراقبين، يكشف مدى القلق التركى الناتج عن اكتشاف الثروات فى شرق البحر المتوسط بعد ترسيم الحدود بين مصر واليونان وقبرص من جهة، وفى الوقت ذاته عدم قيام تركيا بترسيم حدودها البحرية.
وبحسب تقرير لموقع «وورلد أويل» الأمريكى المهتم بالغاز فى العالم، فإنه أحد الحقول العملاقة فى العالم، حيث يحتوى على نحو 30 تريليون قدم مكعب من الغاز، ما يعنى مضاعفة هذا الحقل ثروة مصر من الغاز الطبيعى.
ورصد موقع «أويل برايس» المعنى بشئون الطاقة وعمليات الإنتاج لها على مستوى العالم، فى تقرير له بتاريخ 14 فبراير الحالى التوتر الأخير فى منطقة شرق المتوسط، واعتبر أن مياه قبرص تحولت إلى ساحة ثانية للمعركة إلى جانب الهجمات التركية على «عفرين»، والاشتباك الإسرائيلى السورى الأخير بعد إسقاط طائرة إسرائيلية، لتصبح الصراعات التركية، بحسب الموقع، غير مرتبطة فقط بتهديدات الأكراد وإنما أيضاً بمصادر الطاقة فى المنطقة، مشيراً إلى أنه منذ اكتمال اكتشافات الغاز البحرى فى قبرص من قبل شركة «توتال»، عززت تركيا نشاطها العسكرى فى المنطقة. وقال الموقع: وعلى الجانب الآخر من شرق البحر المتوسط، فإن مصر ألقت بكامل ثقلها خلف «نيقوسيا»، ودافعت عن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية لها مع قبرص، واعتبرت أن أى اعتداء تركى على الاتفاقية هو أيضاً اعتداء على مصر، مشيراً إلى الخلافات بين «القاهرة» و«أنقرة»، نظراً لدعم الرئيس التركى رجب طيب أردوغان لجماعة الإخوان.
تقارير غربية: صراعات تركيا فى «شرق المتوسط» بدأت ترتبط بمصادر الطاقة.. ونجاح مصر فى خطط الغاز المسال سيحرم «أنقرة» من تصديره
وقال التقرير إن مصر تتطلع إلى توسيع إنتاجها البحرى من الغاز، خاصة بعد اكتشاف حقل ظهر، لتصبح بحلول عام 2020 مصدراً للغاز المسال، وهذه الخطة تلتقى كذلك مع المساعى الإسرائيلية والقبرصية لإنتاج الغاز وتصديره إلى الخارج، وكانت الخطط فى السابق التى دعمتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى أن يتم تصدير الغاز الإسرائيلى عبر تركيا، إلا أن الموقف الإقليمى الحالى للرئيس التركى رجب طيب أردوغان يحول دون ذلك، بحسب الموقع، وباتت الطريقة الوحيدة لتصدير الغاز الإسرائيلى وجعله مصدر جذب تجارى أن يتم ذلك عن طريق مصر، ومع اكتشافات مصر، نظراً لأهمية قبرص بالنسبة للاتحاد الأرووبى وحلف «الناتو»، فإن من الممكن بحسب الموقع أن يتأسس بين مصر وقبرص وإسرائيل تحالف ثلاثى جديد حول الغاز.
من جهته، قال أستاذ هندسة التعدين والطاقة بالجامعة الأمريكية، عضو مجلس إدارة الجمعية المصرية للبترول الدكتور جمال القليوبى: «لم تكن منطقة شمال شرق البحر المتوسط منطقة هادئة أبداً، ومنطقة شمال شرق البحر المتوسط ستشهد صراعاً قريباً من الصراع العسكرى وسيكون بها نوع من المنازعات والمناوشات ومن الممكن أيضاً وجود حروب فى هذه المنطقة».
وأضاف: «مصر كانت تحتاج إلى صانع قرار، لأن عزم دولة على الذهاب لإنتاج تجارى اقتصادى للغاز الطبيعى مرهق ومكلف ويحتاج ليس فقط إلى دعم لوجيستى ومادى، ولكن يحتاج غطاءً أمنياً قوياً يتعامل مع إحداثيات المياه المفتوحة فى هذه المنطقة الاقتصادية الخالصة». وتابع: «وبالتالى تكنولوجيا التسلح البحرى المصرى عامل أساسى فى إيجاد ثقة لدى الشريك الأجنبى الذى سينفق مبالغ طائلة، وبالتالى لا بد من أن نقوم بتأمين ذلك له، وهذا الحديث يدل عليه أنه عندما كشرت إسرائيل عن أنيابها فى الجزء الجنوبى اللبنانى، فإن الشركات الإيطالية والفرنسية الآن أعلنت وقف كل المفاوضات مع الجانب الحكومى اللبنانى، لحين وجود خطاب مباشر بين حكومات هذه الدول مع إسرائيل ولبنان».
«أويل برايس»: «رجب» يعزز نشاطاته العسكرية فى المنطقة.. وأستاذ بالجامعة الأمريكية: الصراع متوقع
وقال «القليوبى»: «تحركات تركيا حالياً فى المياه القبرصية تحركات عربدة، وكذلك إسرائيل، كون أنقرة وتل أبيب دولاً مستعمرة لم توقع على اتفاقية أعالى البحار، تركيا لا تحترم سيادة الدول ولا المياه الاقتصادية التابعة لها، وحتى المنطقة التى تتنازع فيها تركيا حالياً مع قبرص بعيدة كل البعد عن تركيا ما يعبر عن التعنت والعربدة التركية وعدم احترامها لسيادة دولة عضو فى الأمم المتحدة». وأضاف «القليوبى»: «الآن وحسب ما نشرت وسائل إعلام إيطالية، فإن إيطاليا فى نقاش مع قبرص واليونان لطلب قوة بحرية تحمى هذه المنطقة من حلف الناتو، والآن هناك تفاوض من قبل الاتحاد الأوروبى مع حلف الناتو الذى تركيا دولة عضو به بأن يعطى الحماية لحفار شركة إينى الإيطالية لاستكمال أعماله وفقاً لاتفاقية الأمن الخاصة بالاتحاد الأوروبى التى تمثل قبرص امتداداً لها، فى حين تركيا ليست عضواً فى الاتحاد الأوروبى لكنها عضو فى حلف الناتو، ما يعنى أن أمن الاتحاد الأوروبى الآن فى محك من قبل هذا التعنت والعربدة التركية، ولهذا فإن صراع الغاز فى شرق المتوسط فى رأيى بدأ مبكراً».