صدق أو لا تصدق: 9% من سكان العالم يملكون 86% من ثرواته
الفجوة بين الفقراء والأثرياء
لماذا تتّسع الفجوة بين الفقراء والأثرياء فى كل دول العالم، وتتكدس الثروات فى جيوب عدد محدود جداً من الأشخاص، يمكن جمعهم فى طائرة أو أوتوبيس واحد؟ وفقاً لتقرير «الثروة العالمية» لعام 2017 الصادر عن بنك «كريدى سويس»، فإن إجمالى الثروة العالمية بلغ 280 تريليون دولار، وأن 8.6% من سكان العالم يمتلكون 85.6% من الثروة العالمية، فيما لا تزيد مدخرات 70% من البشر على 10 آلاف دولار.
أحدث تقارير منظمة «أوكسفام» البريطانية المعنية برصد التفاوت فى توزيع الثروات فى العالم، يقول إن أغنى 42 شخصاً فى العالم يملكون أكثر من 1.5 تريليون دولار، وهو ما يعادل كل ما يملكه 3.7 مليار شخص، أى نصف سكان الأرض.
تقارير وحكايات عن اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء ومستقبل الاقتصاد العالمى
السؤال يزداد إلحاحاً منذ عام 2008، الذى شهد اندلاع الأزمة المالية العالمية التى كان سببها الحقيقى هو الخلل فى النظام الاقتصادى العالمى، لكن ما النظام الاقتصادى العالمى؟ الرأسمالية أو السوق الحرة إجابة عامة غير دقيقة، لأن النظام الذى يحكم العالم الآن هو أحد أشكال الرأسمالية المتطرّفة، الذى يطلق عليه «الليبرالية الجديدة» (النيوليبرالية)، هذه الفلسفة محل انتقاد شديد، ليس من جانب اليسار فقط، لكن أيضاً من داخل المعسكر الرأسمالى الذى يحمّلها مسئولية بؤس العالم، ويعتبرونها اليد الخفية التى أسهمت فى كل نكباته مؤخراً، بداية من الفقر المدقع وانتشار الأمراض النفسية واندلاع الحروب، مروراً بانتخاب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الذى جاء صعوده كرد فعل يائس من غالبية مهمّشة داخل المجتمع الأمريكى لم تعد تثق فى النظام الاقتصادى الذى يحكم أمريكا والعالم منذ الثمانينات من القرن الماضى. الملف التالى يرصد ظاهرة تفاوت الدخول وأسبابها ويوضح كيف يصنع «أسياد العالم» وكبار أثريائه ثرواتهم، ويلقى الضوء على طبيعة الليبرالية الجديدة وآثارها على العالم، ثم طرق العلاج لهذا الخلل، وأهمها التعليم الجيد الذى بات أمل كل فقراء العالم فى حياة أفضل.