نور التميمى: أصوات الصراخ لم تغب عن مسامعى.. وسلطات الاحتلال تتعمد إذلالنا
نور التميمى
منذ أيام أطلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلى سراحها، بعد أن قضت نور التميمى أسبوعين داخل سجون الاحتلال بعد إلقاء القبض عليها بتهمة الاعتداء على جنود إسرائيليين برفقة ابنة عمتها عهد التميمى، بعد ما ظهرتا فى مقطع مصور تداوله العديد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى وهما تدفعان جنديين إسرائيليين فى قرية «النبى صالح» وسط الضفة الغربية نهاية ديسمبر الماضى، على خلفية إعلان واشنطن القدس عاصمة لإسرائيل.
«لن يزيدنا إلا إصراراً»، هكذا ترى «نور» تجربتها خلال فترة الاحتجاز بالسجون الإسرائيلية فى حوارها مع «الوطن»، لتكشف معاملة سيئة لسلطات الاحتلال أثناء الاحتجاز بتوجيه الشتائم وترويعهم من خلال سماع أصوات صراخ دائمة تحيط بهم، إلا أن ذلك لم يفت فى إرادتهم.
حدثينا عن تجربة احتجازك فى السجون الإسرائيلية على خلفية اتهامك بصفع جنود إسرائيليين؟
- فى الحقيقة هذه هى المرة الأولى التى أحتجز فيها داخل السجون الإسرائيلية بسبب وجودى فى مقطع الفيديو الذى انتشر يظهر صفع جندى إسرائيلى، وكانت تجربة صعبة كبنت لم تتعد من العمر 20 عاماً، تعودت على عيش حياتها بشكل طبيعى بعيداً عن حياة السجن القاسية، واجهت فترات عصيبة أثناء التحقيقات وكانت هناك تهديدات، ودائماً ما سمعت صراخاً من حولى، ولاحظت أن سلطات الاحتلال كانوا يتعمدون إهانتنا وإذلالنا بشتى الطرق سواء بتوجيه الشتائم بالإضافة إلى وصفنا بأننا إرهابيون، وشعرت بمدى أهمية ما فعلناه فى حديثهم المتواصل معنا بأننا إرهابيون، ورغم ذلك كانت معنوياتنا دائماً مرتفعة، وأيام الاحتجاز زادتنا قوة، ولم تؤثر فينا سلبياً.
الاعتقال حرمنى من حضور الامتحانات النهائية.. لكننى لست نادمة فنحن ندفع ثمن وطنيتنا لفلسطين
هل لاحظت تعاملاً أشد قسوة مع ابنة عمتك عهد التميمى؟
- كانت «عهد» محتجزة فى الغرفة المجاورة المخصصة للقاصرات، وكنا نلتقى بها فى ساحة تجمع السجينات، وكانوا دائماً يستغلون الفرصة لتوجيه الإهانات لها وكأنهم يتعاملون مع حيوانات وليس بنى آدمين، ولكن ذلك لم يؤثر على الروح المعنوية لنا، بل زادنا صموداً.. التقينا فى السجن بمحتجزات أخريات أعطين لنا ثقافة ووعياً بنسبة كبيرة جداً مقارنة بفترة ما قبل الاحتجاز، ولاحظت أن البنات المحتجزات لديهن برنامج كامل أثناء فترة سجنهن، فمنهن من تواصل الدراسة، وأخريات يداومن على قراءة الكتب، أو ممارسة الرياضة، ويساعدن بعضهن بشكل كبير، رغم أوضاعهن وقصصهن الإنسانية التى تعكس مآسى، لكنهن يحاولن العيش بشتى الطرق، متمسكات بأى خيط يتعلق بالحياة، بخاصة أن البعض منهن لديه أحكام بالسجن تمتد لأكثر من 20 عاماً وهى فى نفس أعمارنا، وهو ما عكس أجواء إيجابية علينا أثناء فترة الاحتجاز انعكست بالإيجاب على روحنا المعنوية، فقد وجدت من يقرأ ويدرس فى السجن، ونحن نتعلم من تجارب الآخرين الذين سبقونا فى النضال، فقد كنت مصاحبة لـ«عهد» فى يوم الواقعة، وكانت مشاعرنا مضطربة بعد إصابة ابن عمنا الخطيرة، وألقت سلطات الاحتلال العديد من قنابل الغاز علينا، ما زاد الوضع سوءاً، وتصرفاتنا حينها كانت فجأة ولم تكن مخططة، وأقول لعهد تمسكى فالسجن لا يحتجز أحداً للأبد، وأنت قوية وعلى قدر المسئولية ولن تضعفى، ولن يؤثر عليك السجن سلبياً.
ولماذا أفرجوا عنك؟
- لم يكن إفراجاً كاملاً، بل قبلوا بأن أحاكم وأنا خارج السجن وسأتردد بشكل دورى على المحاكم، وهناك احتمال بإعادة اعتقالى ثانية، واشترطوا الذهاب كل جمعة للحصول على ختم من قسم شرطة، وهذه الإجراءات تحد من حرية الحركة، وتظهر بأنه ليس إفراجاً كاملاً، ولكننى لم أتوقع أن يفرج عنى، بخاصة أنه ألقى القبض علىّ فى فترة الامتحانات النهائية بكلية الإعلام جامعة القدس، التى أدرس فى الفرقة الثانية بها تخصص صحافة.