المصري القديم أول من حول الضوء لمادة ملموسة
يسعى العلماء إلى تحويل الضوء إلى مادة ملموسة معتبرين هذا الاكتشاف الأعظم، ولكن سبقهم القدماء المصريين في فعل ذلك قبل آلاف السنوات بنفس النظرية فيما عرف بـ"شراب النور".
جاء ذكر ثعبان الـ "نحب – كاو"، في نقوش "هرم الملك ونيس"، وفي كتاب الخروج إلى النهار "كتاب الموتى"، وارتبط شراب النور عند قدماء المصريين بالمعبود "نحب – كاو"، واسمه يعنى "الذى يربط الروح بالجسم المادى"، والروح "الكا" هي أحد الأجسام التسعة للإنسان في مصر القديمة، أما كلمة "نحب" بالمصرية القديمة فتعنى يربط أو يلحم، و"كاو" هي جمع "كا" وكانوا يعتقدون بأنه يلحم الروح بالجسد وأن لكل كائن حي روح من إنسان ونبات وحيوان.
مجدي شاكر، مدير الإدارة العلمية بوزارة الآثار المصرية، قال لموقع "سبوتنيك"، إنه "نحب – كاو" كان أحد الكائنات التي تقدم ملك مصر للقوى الكونية عند بداية اعتلائه عرش مصر، وبعد موت الملك وانتقاله إلى العالم الآخر يقوم "نحب – كاو" بحماية روح الملك، وكذلك أرواح كل الموتى ويقدم لهم الطعام والشراب، حيث كان يعتقد المصريين بأن الشراب الذي يقدمه "نحب – كاو" لأرواح الموتى هو "لبن النور"، وكان يعني أن الطعام والشراب المذكور عبارة عن "طاقة حيوية" يحيي بها أرواح الموتى من خلال "لبن النور" وهو طعام يعيد للميت روحه وطاقته وقدرته على الحياة ويشفيه من كل مرض وسم الزواحف في العالم الآخر.
وجسد المصريون "نحب – كاو" على شكل ثعبان له أرجل مثل البشر، وفى بعض الأحيان كانوا يصورنه بأجنحة، وأحيانًا أخرى برأسين، كما كان يظهر أيضًا بشكل رجل له رأس ثعبان، كما يرتدي تاج الـ"آتف" وهو تاج يرتديه الملوك في الحروب.
وكان يمثل "نحب – كاو" لدى الفراعنة أحد "القوى الكونية" أي "الكائنات الإلهية" التي ساهمت في نشأة الكون بحسب اعتقادهم، وكان له دور كبير في حماية الإله "رع " عند بدء الخلق، وكان يسبح حول قارب رع، ليمنعه من السقوط في بحر الفوضى، ومنذ نشأة الكون و"نحب – كاو" يلازم رع في رحلته في السماء ليحميه من طاقات الفوضى والظلام، بحسب ما ورد في الكتب.
وكان القدماء المصريين يعتقدون أن تلك القوة الكونية "نحب – كاو" والتي قامت بحماية "رع" وهو يعني "النور - النظام الكوني" عند نشأة الكون ما زالت تقوم بدور حتى الآن في حماية أرواح البشر سواء من كان منهم حيا أو انتقل إلى العالم الآخر.
واضاف مدير الإدارة العلمية بوزارة الآثار، أن بحسب ما ورد في أكثر المراجع فأن "نحب – كاو" لم يكن يحمي الأرواح فقط بل كان أيضا طاقة شافية، فكان يشفى بشكل خاص من لدغ الحيات والعقارب وهي نفس فكرة استخراج الترياق من السم التي ظهرت في بعد ذلك كرمز للطب الحديث حيث نرى شعار الطب الحية السامة، وهو رمز لإمكانية تحول السم إلى ترياق شافي.
وتقول الأساطير التي ذكر بها "نحب – كاو" أن هذا الثعبان القوي ابتلع 7 حيات كوبرا، هي التي منحته طاقة هائلة وقدرة عجيبة على شفاء الأمراض واللدغات السامة للزواحف.
واعتقد المصريون قديما أن "نحب – كاو" هو أحد القضاة الـ 42 الذين يقومون بالإشراف على محاكمة الأرواح في قاعة الماعت "العدل - النظام الكوني" يوم الحساب.
وقدس قدماء المصريين تلك القوة الكونية وجعلوا لها عيدا هو عيد الـ "نحب – كاو"، الذى كان يقام في الشهر الخامس من السنة المصرية "شهر طوبة"، وهو بداية موسم حرث الأرض.
وبعد هذا، هل توصل المصري القديم من خلال "شراب النور" إلى تحويل النور لمادة ملموسة؟ وهل أدرك أن طعام الآخرة ما هو إلا نور رغم أنه وضع كثير منه في مقبرته؟
وتجدر الإشارة إلى أنه خلال السنوات الماضية أعلن فريق علمي عن أنه توصل إلى طريقة تحويل الضوء إلى مادة ملموسة.
وأشار الفريق العلمي إلى أن الطريقة الجديدة تستلزم الاستعانة بجهاز مصادم يستخدم الليزر عالي الكثافة، لتسريع حركة الإلكترونات لأقل من سرعة الضوء قليلا.
وبحسب الدراسة التي نشرها الفريق العلمي في مجلة "نايتشر فونوتكس" فإن المادة التي يمكن إنتاجها في الوقت الحالي لا يمكن للإنسان مشاهدتها بالعين المجردة.
تعليقات الفيسبوك