ثلاثة انفجارات تهز عاصمة ولاية راخين البورمية
ثلاثة انفجارات تهز عاصمة ولاية راخين البورمية
صورة أرشيفية
انفجرت ثلاث قنابل، صباح السبت، في عاصمة ولاية راخين البورمية التي تشهد اضطرابات عرقية على خلفية حركات تمرد وحملة أمنية يشنها الجيش على أقلية الروهينغا المسلمة ما أسفر عن إصابة شرطي، بحسب ما أفاد مسؤولون.
وأفادت الشرطة وكالة فرانس برس أن الانفجارات الثلاثة وقعت في مواقع مختلفة من سيتوي بما في ذلك في منزل مسؤول رفيع.
وإضافة إلى الحملة الدامية التي ينفذها الجيش ضد الروهينغا في شمال الولاية، تواجه الولاية تحركا منذ عقد لمتمردين بوذيين من عرقية راخين، رغم ندرة وقوع تفجيرات في عاصمة الولاية.
وقال مسؤول رفيع طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس "انفجرت ثلاث قنابل وعثر على ثلاث أخرى لم تنفجر". واضاف ان "شرطيا اصيب في احد الانفجارات لكن جروحه ليست خطيرة".
وأوضح أن الانفجارات وقعت حوالى الساعة الرابعة صباحا (21,30 ت غ الجمعة).
وانفجرت إحدى القنابل في مجمع يقيم فيه مسؤول في حكومة الإقليم فيما انفجرت الثانية أمام مكتب في المدينة والثالثة على طريق مؤد إلى الشاطئ.
وأكد مسؤول محلي من حكومة الولاية وقوع الانفجارات. وأظهرت الصور التي التقطت من مختلف مواقع الانفجارات نوافذ محطمة وأنقاضا مبعثرة.
وقال أحد سكان سيتوي ويدعى زاو زاو في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس إن "الشرطة أغلقت بعض الطرقات بسبب الانفجارات".
وتركزت الاضطرابات في ولاية راخين خلال الأشهر الأخيرة في الجزء الشمالي من الولاية حيث دفعت الحملة العسكرية على مسلمي الروهينغا في آب/اغسطس الماضي نحو 700 ألف لاجئ إلى الفرار عبر الحدود لبنغلادش.
وحظي النزاع باهتمام دولي حيث دانت الأمم المتحدة ما اعتبرتها عمليات ترقي إلى حملة تطهير عرقي تستهدف الروهينغا.
لكن ولاية راخين تشهد كذلك تمردا معروفا بدرجة أقل تشنه حركة بوذية من عرقية راخين تدعى "جيش تحرير اراكان" والتي تشتبك مرارا مع قوات الجيش البورمي.
وخلافا للمسلمين الروهينغا المحرومين من الحصول على الجنسية، تعترف الحكومة بالراخين كاقلية عرقية في البلاد، لكن افرادها يشتكون من التهميش في بلد هيمنت عليه تاريخيا عرقية "بامار" التي تشكل الاغلبية.
وشهد التوتر بين السكان والسلطات المحلية تصعيدا مفاجئا الشهر الماضي بعدما قتلت الشرطة سبعة اشخاص في بلدة مروك-او خلال تظاهرة.
وهدد "جيش تحرير اركان" بـ"عمليات انتقامية واسعة". وبعد اسبوعين، عثر على جثة المسؤول الاداري للمدينة على حافة أحد الطرقات.
- توترات -وقال المحلل المستقل المقيم في بورما ديفيد ماتيسون ان التفجيرات في سيتوي مرتبطة على الارجح بالتوترات مع عرقية راخين لا أزمة الروهينغا التي يعد مركزها في شمال الولاية.
وقال لفرانس برس ان "جيش تحرير اراكان" يعد "المجموعة المسلحة الوحيدة في المنطقة التي تملك الوسائل اللازمة للقيام بأمر كهذا". الا انه رأى ان توجيه ضربات محددة الاهداف في عاصمة الولاية يشكل "تصعيدا واضحا" من قبل الحركة التي تنخرط عادة في اشتباكات خارج سيتوي.
واستبعد أن تكون الهجمات مرتبطة بالروهينغا رغم وجود جناح مسلح تابع لهم، بسبب قلة تواجد المسلمين الناشطين في عاصمة الولاية.
وكانت سيتوي تضم في الماضي عددا كبيرا من الروهينغا لكن معظمهم اضطروا لمغادرة منازلهم اثر اعمال العنف الدينية بينهم وبين أفراد عرقية الراخين في 2012.
ولم يبق في المدينة سوى حي معزول للمسلمين يضم تجمعا صغيرا من الروهينغا في حين يعيش أكثر من 100 ألف آخرين في مخيمات مكتظة للنازحين خارج العاصمة.
وشمالا، فرت الأغلبية العظمى من الروهينغا البالغ تعدادهم 1,1 مليون إلى بنغلادش على مدى الأشهر الستة الماضية.
ويشير اللاجئون الروهينغا إلى أنهم فروا من هجوم للجيش حيث تحالفت القوات مع عصابات من عرقية الراخين لإحراق المنازل وقتل المدنيين والقيام بعمليات اغتصاب واسعة.
وتنفي السلطات البورمية ارتكاب أي فظائع مصرة على أنها استهدفت متمردين من الروهينغا هاجموا مراكز للشرطة في آب/اغسطس، ما أسفر عن مقتل عشرة عناصر أمن على الأقل.
ومنعت الحكومة موظفي الأمم المتحدة من التحقيق في منطقة النزاع في شمال راخين حيث يعتقد أن آلاف الروهينغا قتلوا.