3 ملايين كيلو متر، هي المسافة التي تفصل تقريبًا بين القاهرة ولندن، تختلف ظروف المعيشة والعادات والتقاليد، لكن حينما يتعلق الأمر بكرة القدم، يصبح الجميع سواسية، الفوز هو الهدف الوحيد للمشجع، والدموع تنهمر من العيون تلقائيًا عند الهزيمة سواء كان هذا المشجع كهلًا كبيرًا أو طفلًا يتحسس خطواته الأولى في الدنيا.
ما بين ملعب "ويمبلي" الشهير، في العاصمة البريطانية لندن، وداخل أحد مقاهي القاهرة، جلس طفلين الفارق بينهما بضع سنوات فقط، الأول يرتدي ملابس شتوية ونظارة سوداء اللون، يتابع فريقه أرسنال الذي يخوض نهائي كأس الرابطة الإنجليزية أمام مانشستر سيتي، والثاني ظهر بالقميص الأبيض ذو الخطين الحمر، الخاص بفريق نادي الزمالك لكرة القدم، ويزين وجهه نفس النظارة تقريبًا، يتابع مباراة القمة 110 بين القلعة البيضاء والنادي الأهلي في الدوري المصري.
الحماس والأمل والرغبة في التتويج ببطولة، كان العامل المشترك في مشاعر الطفلين، رغم مرور حوالي 3 سنوات على الواقعتين، كما جمعهما أيضًا في نهاية المشهد الدموع الغزيرة التي أغرقت أعينهما بسبب إحباط الفرق التي ينتمون إليها.
طفل أرسنال، دخل في موجة من البكاء، عقب هزيمة فريقه بنتيجة ثقيلة (3-0) لحساب مانشستر سيتي، وضياع حلم التتويج ببطولة كأس الرابطة لأول مرة في التاريخ.
سيرجيو أجويرو وكومباني وسيلفا، نجوم مانشستر سيتي وقفوا عائقًا أمام أحلام هذا الطفل الأرسنالي الصغير، ليرسموا البسمة على شفاه أطفال آخرين ينتمون للون السماوي، ويهتفون باسمائهم هناك في ملعب "الاتحاد"، داخل مدينة مانشستر الإنجليزية
كان زياد الزملكاوي قد سبقه قبل 3 سنوات بالدموع ذاتها، حينما انتشرت له صورًا على مواقع التواصل الاجتماعي، غارقًا في دموعه؛ بسبب فشل الفريق الأبيض في الفوز على الأهلي في قمة الدوري المصري، والهزيمة أمام المارد الأحمر بهدفين نظيفين.
ظهر زياد بعدها على القنوات التلفزيونية، ليتحدث عن "فيروس الانتماء" لنادي الزمالك ومدى حبه للقميص الأبيض الذي ظهر به في برامج مختلفو، رغم أنه لم يشهد أي لقب دوري لعشقه الأبدي.
وحكى زياد: "بكيت بعدما حان وقت الفوز على الأهلي، وأن أشاهد لأول مرة في حياتي فوز الزمالك بالدوري، لكن تبخرت آمالي بخسارة بطولة خاصة استمرت عقدتها لمدة 8 سنوات بعدم الفوز على الأهلي".
تعليقات الفيسبوك