مستفيدو الغربية: «مفيش أغلى من النظر.. والعيشة بنص عمى أحسن من العمى كله»
غريب
«مفيش أغلى من النظر»، قالها عبدالنبى غريب باشا، من قرية دماط، مركز قطور بمحافظة الغربية، أحد المستفيدين من مبادرة «عنيك فى عنينا» لمكافحة مسببات العمى، وأضاف صاحب الـ65 عاماً أنه ظل على مدار 3 سنوات محروماً من النظر: «ماكنتش بشوف قدامى متر، وعلشان أعمل حاجة لازم يكون فيه حد معايا، بفضل المبادرة رجع نظرى تانى، وبخرج لوحدى وبروح الغيط».
أوضح محمد عبدالنبى، نجل المستفيد، أن عين والده اليسرى ظهرت عليها مياه بيضاء تسببت فى إصابته بضعف النظر، وبسبب فشل عملية والدته وشقيقة والده الصغرى، رفض والده الكشف عليها فى العيادات الخاصة والمستشفيات، وكان يقول: «أكمّل حياتى بنص العمى أفضل من العمى خالص»، مبيناً أنه عرف بقافلة المبادرة من خلال مكبرات الصوت فى المساجد، وتمكن من إقناع والده بالذهاب معه، وتوقيع الكشف الطبى عليها، وهناك قرر الطبيب إجراء عملية له، وتم إجراؤها بالليزر فى أحد المراكز بالقاهرة، منذ 12 يوماً، وأصبح يمارس حياته الطبيعة مرة أخرى، فى انتظار إجراء العملية فى العين اليمنى.
الأمر لم يختلف عند صباح سعد، 34 عاماً، ربة منزل، التى أصابها ضعف فى عينها اليمنى منذ صغرها بسبب ظهور مياه بيضاء على القرنية، ومع مرور السنوات تضاعف وجود المياه على عينها، ما جعلها تجد صعوبة فى خدمة أفراد أسرتها، وكانت فى حاجة لإجراء عملية لإعادة نظرها بصورة طبيعية، لكن بسبب عدم القدرة على التكلفة كانت تؤجلها: «كشفت كتير والكل يطلب إجراء عملية لإزالة المياه من عينى، لكن بسبب التكلفة ماكنتش بعملها.. إحنا ناس غلابه بنشتغل باليومية».
«فى البداية كنت قلقانة من إجراء العملية، وبسبب الرعاية والاهتمام وحسن الاستقبال فى المستشفى بالقاهرة اطمأنيت، وبشوف دلوقتى بصورة طبيعية»، تقول «صباح»، مؤكدة أن «السيسى» هدية الله تعالى للفقراء: «مفيش رئيس جه وكان مهتم بالفقراء زيه»، فى حين أكد إبراهيم حواس، 56 عاماً، أنه يعمل ميكانيكى سيارات، ومنذ 5 سنوات بدأت تظهر المياه البيضاء فى عينه اليسرى، ما أثر على عمله الذى يُعتبر مصدر الدخل الوحيد لأسرته، مشيراً إلى أنه ذهب كثيراً لتوقيع الكشف الطبى على عينه دون فائدة، حتى سمع عن المبادرة وتم إجراء عملية له فى عينه، وأصبح الآن يمارس عمله بصورة أفضل، وفى انتظار إجراء العملية فى عينه اليمنى، كما وعده القائمون على المبادرة، وهناك متابعة مستمرة من المسئولين فى المبادرة لهم.
وقال محمد جلال أيوب، عمدة القرية، أحد مسئولى المبادرة، إن اختيار المرضى فى القرية يخضع لعدة شروط أهمها عدم قدرتهم على تحمل تكاليف العلاج، ويتم ذلك بالتنسيق مع الشئون الاجتماعية التى تقرر أحقية المريض من عدمه فى الانضمام للمبادرة وتحمُّل تكاليف علاجه بالمجان، وتوجد فى القرية لجان تطوعية تضم شباب وعقلاء القرية هدفها تسهيل الإجراءات بين مسئولى المبادرة والمواطنين. وبلغ عدد المستفيدين حتى الآن نحو 650 حالة، منهم 53 عملية، و166 تركيب نظارات، و80 حالة لديهم مشاكل فى شبكية العين، إلى جانب وجود 8 حالات أطفال فى أعينهم انحراف، وآخرين تم صرف علاج لهم بشكل فورى.
وأوضح أنه حرص وكبار وشباب القرية على التعاون مع المبادرة واستقبالها وتوفير كافة المتطلبات التى تحتاجها لما وجده من صدق فى علاج المرضى مجاناً، إلى جانب أن هدفها مساعدة الفقراء بدون البحث عن أغراض شخصية، كما كان يحدث فى قوافل طبية تابعة لبعض المرشحين فى الانتخابات البرلمانية: «القافلة عملت حالة حب بين أهالى القرية، والكل كان بيشارك فى تقديم المساعدة. أصحاب السيارات والتوك توك كانوا بينقلوا الحالات المرضية من منازلهم إلى مقر القافلة بالمجان».
وقالت أسماء عبدالدايم، منسقة المبادرة فى الغربية، إن اختيار قرية دماط، كأول قرية تستفيد من المبادرة، يرجع إلى التعاون والتفاعل الذى وجدته مؤسسة صنّاع الخير للتنمية، فى قافلة القضاء على «فيروس سى»، من أهالى القرية، وحرصهم على تقديم كافة أوجه التعاون مع المؤسسة، مبينة أن المبادرة تقوم بالتعاون مع أكبر المؤسسات الطبية المتخصصة فى طب وجراحة العيون لتوقيع الكشف الطبى اللازم على الأهالى فى القرى والنجوع وتقديم العلاج الدوائى المطلوب وعمل النظارات الطبية وإجراء الجراحات اللازمة بالمجان تماماً.