ورشة عبدالمنعم لتصليح أدوات "الصنايعية".. في حاجة للتصليح
عبدالمنعم داخل ورشته
فاترينة تهشم زجاجها، و«بنك» سقط خشبه، وباب لا يدل على أن المكان ورشة، معدة لإصلاح «عدة» العمال في الرخام والكهرباء والألوميتال، ومن خلفها كان عبدالمنعم صابر يجلس على كرسي لا يقل جودة عن بقية أجزاء الورشة، وبين يديه عدة آلات يصلحها، في انتظار تسليم بعضها اليوم التالي، كان الأمر الوحيد الذي دفعه للمكان رخص سعر إيجاره، بعدما ترك منطقة السبتية التي تشتهر بمثل تلك الورش.
منذ حصوله على دبلوم الصنايع، عمل عبدالمنعم في عدد من الشركات، ثم سافر إلى السعودية، وعمل هناك مدة 7 سنوات، في مجال الكهرباء. أمر كان من شأنه التعرف على أدوات عمل جديدة لم تكن وصلت السوق المصرية بعد: «عرفت هناك شغل جديد، وبقى في مكن كويس بنشتغل بيه موصلش مصر».
حين عاد الرجل إلى مصر كانت بعض المعدات قد انتشرت، وبعد ذلك وجد لدى حماه رغبة في إقامة ورشة تهتم بذلك النوع من المعدات: «اتخصصت بقى في إصلاح المعدات، سواء شنيور، صاروخ، هيلتي، فارة خشب، مكن تقطيع، أي حاجة ينفع تتصلح بيشتغل بيها الصنايعية» يحكي الرجل الذى أتم 62 عاما منذ أشهر، وهو ينظر للمكان حوله وعلى وجهه ابتسامة: «الناس تقولي ده مكان بتاع ورش إزاي وحالته كده، فبضحك وخلاص».
قيمة إيجار المحل 200 جنيها، وأخذه الرجل من محل بقالة، وبينما تبلغ قيمة الإيجارات حوله 500 و600 جنيه بمنطقة السيدة زينب، فإن إيجاره رخيصا لاحتياج المكان إلى إصلاحات عدة: «وبقى زباينى فى السبتية عارفينى هنا، وبيجولى على المكان من كذا حتة».
يحكي الرجل وبيده مفك يعمل به على أحد الآلات، ويخرج من بعض الأرفف البالية صواميل بعضها قديم وبعضها جديد: «وشوية فى شوية اتكيفت على المكان هنا، سواء الجيران أو الزباين أو المكان نفسه على قديمه».
يشير بيده إلى باب خشب متهالك أمامه، يضع داخله العديد من الأدوات التى يعمل بها: «هنا بقى بخزن حاجاتى، ولما بخلص باخد بعضى وأقفل وأروح»، من سوهاج إلى شبرا مصر ومنها إلى السبتية، ثم إلى المطرية، تنقل الرجل، ورغم أن عمله لم يكن قريبا من منزله في أي مرة إلا أنه يفضل الأمر: «بنشوف دنيا جديدة وبنجبر نفسنا نتحرك».