القليوبية.. «7 محطات» جديدة بتكلفة 106 ملايين جنيه.. والمواطنون: «أخيراً الميّة طلعت فى العالى»
مرشحات لتنقية المياه بمحطات «كومبكت»
ظلوا عشرات السنين يحلمون بكوب ماء نظيف واستمرت معاناتهم لسنوات طوال، حتى إن المواطن فى القليوبية تصدر قائمة الأقل فى نصيب الفرد من المياه على مستوى الجمهورية ولم تتعد حصته 96 لتراً يومياً، غير أن السنوات الأخيرة حركت الماء الراكدة وشهدت المحافظة تحسناً ملحوظاً فى مشروعات مياه الشرب، وبلغت نسبة الاكتفاء فى المحافظة من مياه الشرب 55%، بطاقة إنتاجية قدرها 660 ألف متر مكعب، كما ارتفع نصيب الفرد إلى 120 لتراً فى اليوم، فى الوقت الذى تستهدف فيه المحافظة الوصول بتلك النسبة إلى المستوى الطبيعى، الذى يبلغ فيه متوسط نصيب الفرد 220 لتراً يومياً، عقب الانتهاء من المشروعات الجارى تنفيذها لتصل نسبة الاكتفاء من مياه الشرب إلى 73% بطاقة إنتاجية قدرها 928.000 م3.
وفى هذا السياق تمكنت المحافظة من إنهاء 7 مشروعات جديدة فى مجال مياه الشرب، بتكلفة إجمالية 106 ملايين جنيه، وهى محطات مياه مرشحة بسرياقوس وكفر حمزة والخصوص ودجوى وبطا ببنها والمنشاة الكبرى بكفر شكر بجانب محطة فى منطقة الفلل ببنها لخدمة آلاف المواطنين ومبنى ديوان عام المحافظة، واستراحة المحافظ والعديد من المحاكم والمصالح الحكومية ومحطة مياه الحرس الوطنى ببنها. وساهمت هذه المحطات سواء «الكومبكت» أو «المرشحة» فى تغيير حياة الناس فى المناطق التى تخدمها هذه المحطات، حيث أنهت مشاكل انقطاع مياه الشرب وضعفها، وأصبحت تصل للأدوار العليا بسهولة، ما قلل من شكاوى المواطنين من تلوث المياه وزيادة نسبة العكارة، حيث وفرت هذه المحطات المياه النقية للمواطنين، ووجه الأهالى فى مناطق الفلل وبطا والحرس الوطنى ببنها الشكر للقيادة السياسية والمسئولين على إنجاز 3 محطات بهذه المناطق، جعلتهم يشربون المياه من نهر النيل لأول مرة، بعد معاناة شديدة مع الآبار الارتوازية وشبكات الإسبستوس الخطرة.
القضاء على مشاكل انقطاع المياه وضعفها وتلوثها بالمحافظة.. و«مدكور»: وفرت علينا مصروفات الفلاتر
ويقول عبدالله حسن، من منطقة الحرس الوطنى، إنه لأول مرة تصل إلينا المياه النظيفة من المحطة الجديدة، التى افتتحت مؤخراً وقضت تماماً على الشكوى من انقطاع المياه التى صارت تصل إلى الأدوار العليا، وأشار حسين عماد موظف من نفس المنطقة إلى المحطة الجديدة جعلتنا نتخلى عن شراء «الفلاتر» وتخزين المياه ومياه الجراكن، الأمر الذى كان يرهق ميزانية الأسر وأصبحت المياه متوافرة على مدار اليوم.
وفى منطقة الفلل ببنها أكد الدكتور عبدالسميع محمود أستاذ جامعى، أن المنطقة تتميز بوجود أبراج سكنية شاهقة جداً وبها كثافة سكانية عالية ومع دخول المحطة الجديدة المرشحة الخدمة ساهمت فى حل أزمات انقطاع المياه وضعفها وأصبحنا لا نلجأ إلى المواتير إلا فى أوقات محدودة، كما أن انقطاع المياه بات نادراً والمياه نقية وبعيدة عن أخطار الآبار الارتوازية، وفى بطا أكد أهالى القرية أن المحطة الجديدة حولت معاناتهم من نقمة إلى نعمة، بعد أن كانوا يعانون أشد المعاناة من أعطال المحطة القديمة والآبار الارتوازية وعدم وصول المياه إلى الأدوار العليا. ويقول على محمود، من أهالى القرية، نجحت المحطة الجديدة بعد تشغيلها عقب بعض المشاكل، التى أجلت تشغيلها أكثر من مرة، فى توفير المياه النقية للأهالى وصارت القرية التى تقع على النيل تشرب لأول مرة المياه من النهر دون اللجوء إلى الآبار وشبكات الإسبستوس.
«حسن»: المياه صارت تصل للأدوار العليا.. و«عماد»: تخلينا عن تخزينها وشراء «الفلاتر».. و«محمود»: قريتنا أصبحت تشرب لأول مرة مياهاً دون اللجوء للآبار الارتوازية
ونقل خالد عتريس شكر أبناء قريته بطا إلى القيادة السياسية ووزارة الإسكان ومحافظة القليوبية وشركة مياه الشرب على جهودهم فى تحسين الحياة، وأضاف أن مياه الشرب قبل المحطة الجديدة كانت مليئة بالعكارة والمشاكل ولا تصل الأدوار العليا، وقال إننا اعتمدنا طوال الفترة الماضية على شراء مياه الشرب المفلترة من أجل الطعام والشرب، التى كان يستغل الباعة الظروف ويرفعون أسعارها، كما كانت تمثل عملية نقل جراكن المياه وتخزينها معاناة وعبئاً شديداً،
ويوضح حامد مدكور، من بنها، الصورة قائلاً إن المحطات الجديدة قللت الاعتماد على فلاتر المياه، التى كانت تكلف الأسر مبالغ ضخمة عند تغيير شمعة الفلتر كل 15 يوماً، وهو أمر كان مرهقاً لميزانية الأسرة لارتفاع ثمنها، كما أن تركيب الفلتر نفسه كان غالياً للغاية، خاصة أننا كنا نعتمد على الفلاتر ذات الـ7 مراحل، وهى غالية بشكل كبير وقطع غيارها غالية أيضاً. ويؤكد أهالى دجوى ببنها أن حياتهم تغيرت بشكل كبير للأفضل مع تشغيل المحطة الجديدة.
وفى الخصوص، التى عانت لسنوات طويلة من أزمات مياه الشرب وانقطاعها بالأيام بل والشهور، بلغت فى إحدى المرات 3 أشهر، تغير الحال بدخول محطة الخصوص المرشحة رقم 1 للخدمة، كما يجرى حالياً العمل على الانتهاء من محطة الخصوص2، بالتنسيق مع وزارة التعاون الدولى والاستثمار ووزارة التخطيط، بتمويل قدره 24 مليون جنيه، ويقول معتز الشريف، من أهالى الخصوص، إن مدينتهم ذات طابع خاص، حيث كانت قرية ثم تحولت لمدينة وساهم الزحف العمرانى عليها وتزايد أعداد الوافدين عليها، حتى بلغ قاطنوها 2 مليون نسمة، وأقيمت فيها خلال الفترة الماضية وبعد الثورة مئات الأبراج السكنية الشاهقة، التى مثلت تحدياً كبيراً فى توفير المياه، ومع تشغيل المحطة رقم 1 تغير الحال للأفضل وتحسنت حالة المياه بقطاعات كبيرة فى المدينة، ونتمنى تحسناً أكثر فى الفترات المقبلة مع تشغيل المحطة الثانية.