مبادرات طهران وموسكو وبكين ودمشق لوقف التدخل العسكرى فى سوريا
قالت مصادر سياسية فى إسرائيل إن هناك مؤشرات على أن دمشق وطهران ستطرحان خلال الأيام المقبلة مبادرة دبلوماسية لحل الأزمة التى تشهدها سوريا. ونقل راديو «صوت إسرائيل» أمس عن المصادر قولها إن هذه المبادرة من شأنها أن تقيد الرئيس الأمريكى باراك أوباما وتجبره على إرجاء البت فى مسألة مهاجمة سوريا. ورجّحت المصادر ألا يبادر بشار الأسد بضرب إسرائيل رداً على عملية عسكرية أمريكية محتملة ضد بلاده.
وفى سياق متصل، أكد وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف أن موسكو تبذل قصارى جهودها لوقف سيناريو الحرب على سوريا. وقال: «نسعى أيضاً لكى تطبق الاتفاقيات التى اتُخذت فى قمة رؤساء مجموعة الثمانى فى أيرلندا الشمالية، حيث صدرت الدعوة الموجهة إلى الحكومة والمعارضة السورية لبذل جهود بغية طرد الإرهابيين من البلاد». وأعرب لافروف فى مؤتمر صحفى مشترك مع وزير الخارجية السورى وليد المعلم، أمس، عن قلقه من زيادة التوتر فى منطقة الشرق الأوسط، كما أعرب عن خشيته على حياة المواطنين الروس الذين يعيشون داخل الأراضى السورية.
كما حذر لافروف من أن توجيه ضربات عسكرية إلى سوريا سيؤدى إلى «انتشار الإرهاب» فى المنطقة برمتها، مؤكداً أن نظام دمشق لا يزال مستعداً للمشاركة فى مفاوضات سلام. وقال لافروف: «إن هناك عدداًَ متزايداً من السياسيين ورجال الدولة الذين يشاطروننا الرأى بأن سيناريو قوة سيقود إلى انتشار الإرهاب فى سوريا والدول المجاورة، وإلى تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين»، مشيراً إلى أن دمشق لا تزال «مستعدة لمفاوضات سلام».
وأضاف: «إن روسيا وسوريا تحثان الولايات المتحدة على تركيز جهودها على عقد مؤتمر للسلام لا القيام بعمل عسكرى».
وبدوره، نقل وزير الخارجية السورى وليد المعلم، خلال لقائه مع نظيره الروسى فى موسكو أمس، شكر بشار الأسد للرئيس الروسى فلاديمير بوتين على دعمه لسوريا فى وجه التهديدات الأمريكية بشن ضربات.
وقال المعلم فى بداية لقاء مع لافروف إن «الأسد طلب منه نقل الشكر إلى الرئيس الروسى فلاديمير بوتين على موقفه بشأن سوريا قبل وبعد قمة مجموعة العشرين».
كما حث المعلم الولايات المتحدة على عدم القيام بعمل عسكرى، مشيراً إلى أن أوباما يدعم الإرهابيين. وفى السياق ذاته، دعا وزير الخارجية الصينى وانغ يى الأطراف الدولية المعنية، والولايات المتحدة الأمريكية إلى التعامل مع القضية السورية فى إطار مجلس الأمن الدولى، إضافة لأهمية التواصل والمشاورات الدولية بشأن هذه القضية. وقال وانغ، خلال اتصال هاتفى مع نظيره الأمريكى جون كيرى، إنه يتعين على المجتمع الدولى الالتزام فى التعامل مع سوريا بمبدأ الالتزام بالأعراف الأساسية فى العلاقات الدولية ورفض أى استخدام للأسلحة الكيماوية. وأشار إلى أنه يتعين على الصين والولايات المتحدة، كدولتين من الدول الأعضاء الدائمة فى المجلس، تولى القيادة فى الالتزام بميثاق الأمم المتحدة، مؤكداً معارضة الصين استخدام القوة فى العلاقات الدولية، وحث الدول المعنية على التفكير مرتين فى عملهم بشأن سوريا.
وفى سياق متصل، طالب وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف جميع دول المنطقة بضرورة الحيلولة دون وقوع الحرب وتنامى التطرف. ونقلت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية، أمس، عن ظريف قوله إن القضية السورية يمكن حلها وتسويتها عبر السبل السياسية وتجنب القيام بأى عمل عسكرى.
وفى سياق آخر، دعت المفوضة العليا لحقوق الإنسان فى الأمم المتحدة نافى بيلاى مجدداً، أمس، إلى مفاوضات لوضع حد للنزاع السورى، معتبرة أن «رداً عسكرياً قد يثير انفجاراً إقليمياً». وقالت بيلاى فى كلمة فى افتتاح الدورة الرابعة والعشرين لمجلس حقوق الإنسان فى جنيف: «من شبه المؤكد أنه تم استخدام أسلحة كيميائية فى سوريا، ولو أنه يتعين توضيح كل الظروف والمسئوليات»، معتبرة أنه «من أخطر الجرائم التى يمكن ارتكابها».