«محمد» أدمن بسبب الفضول.. وتحول إلى «معالج» بعد الشفاء
محمد
وُلد وحيداً مدللاً، يحصل على ما يطلبه، يحيطه حنان والديه، يتمنيان رضاه، يعيش فى مستوى اجتماعى جيد، ورغم ذلك سلك طريق المخدرات بدافع الفضول، انجرف فيه حتى ساءت حالته ووصل لمراحل متدنية، «محمد» الذى تناول أول سيجارة حشيش فى حياته فى فترة الثانوية العامة، ثم تطور الأمر لبودرة وبيرة و«وسكى» فى مرحلة الجامعة، تعرف على مجموعة شباب أفسدوا حياته: «كنت باخد فلوس من بابا لحد ما الموضوع زاد عن حده»، طلب زيادة المصروف حتى وصل لـ1000 جنيه فى اليوم بدلاً من 150: «بقيت عايز فلوس يومياً»، ظل فى طريق البودرة أكثر من ثلاث سنوات حتى اكتشف والداه، وكانت الصدمة الكبرى: «أبويا جاله الضغط وأمى السكر»، ندم على تدمير حياة أقرب الناس إليه بسبب طيشه وجنونه وفتاة أحبها وتزوجت من غيره: «كنت فاكر نفسى كده بانسى»، حاول الانتحار مرتين وفشل: «كنت باخد جرعة كبيرة عشان أموت»، ضاع حلمه الذى بدأ معه منذ صغره فى أن يصبح طياراً: «بابا قدم لى فى مدرسة الطيران بعد 3 إعدادى وأنا رفضت عشان أفضل مع صحابى»، دخل كلية خاصة فى التجمع، وانتهى من دراسته ليواصل مشوار الإدمان: «بابا قال لى ليه بتعمل فينا وفى نفسك كده»، يحكى أن والديه أكبر الداعمين له فى الحياة يساندانه ويقفان فى ظهره: «كنت عايز أبطل عشانهم بس ماكنتش قادر»، شعر أنه على حافة الضياع فجاء المستشفى بناء على رغبة والديه بمساعدة خالته: «قالوا فيها تعافى وهتدخل تبطل».
كانت المرة الأولى قبل عامين لم يقتنع بفكرة العلاج وتمرد على الأطباء: «أول مرة ماكنتش سامع لكلام حد»، خرج وساءت حالته وزادت جرعة التعاطى للضعف وأكثر: «خربت الدنيا وصدمت البيت، ومع ذلك فضلوا واقفين معايا لآخر لحظة»، مد يده وسرق دفتر توفير وجده فى دولاب أمه بالصدفة يحمل اسمه يحمل مبلغ 150 ألف جنيه أخذه حتى جعله فارغاً، دخل والده فى حالة انهيار وبكاء شديدة هزت قلب الشاب العشرينى، فقرر أن يقلع عن الإدمان للأبد: «شفت أبويا وأمى بيموتوا قدام عينى، ومع ذلك عمرهم ماعاملونى وحش»، خاف أن تبتر ساقه أو يده نتيجة الحقن فعاد للمستشفى مرة أخرى بإرادته، وتم حجزه لمدة 3 شهور فى البداية: «سلمت نفسى للناس اللى هنا عشان أتعالج»، انضم للكتيبة المعالجة كمشرف علاجى براتب 900 جنيه شهرياً بعد تعافيه: «أول مرة أشتغل وأشيل مسئولية فى حياتى، وأحس إنى إنسان»، يحلم بأن يكون لديه مكان خاص لعلاج الإدمان: «هعمل دبلومة عشان أطور من نفسى وأزود معلوماتى ووعيى بالمجال».