قبيل وصول سلمان.. مصر والسعودية تاريخ حافل من التعاون والتشاور
السيسي ومحمد بن سلمان
يبدأ الأمير محمد بن سلمان، اليوم، زيارة رسمية إلى القاهرة تستمر 3 أيام، هي الأولى من نوعها خارجيا منذ أن أصبح وليا للعهد، يوليو الماضي، يعقبها زيارة إلى بريطانيا.
وقال السفير بسام راضي المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية، في تصريحات سابقة، إن "الرئيس عبدالفتاح السيسي يستقبل اليوم الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آلِ سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع بالمملكة العربية السعودية، ليحل ضيفا عزيزا على وطنه الثاني مصر في زيارة تستمر لمدة 3 أيّام، يتناول خلالها الجانبان ملفات إقليمية واقتصادية عدة وثنائية بين البلدين".
وتتسم العلاقات بين البلدين بالتطور المستمر منذ توقيع معاهدة الصداقة بين البلدين عام 1926، وأيدت المملكة مطالب مصر الوطنية في جلاء القوات البريطانية عن الأراضي المصرية ووقفت إلى جانبها في الجامعة العربية والأمم المتحدة وجميع المحافل الدولية، وفي 27 أكتوبر عام 1955 وقعت اتفاقية دفاع مشترك بين البلدين.
ووفقا للهيئة العامة للاستعلامات، وقفت المملكة بكل ثقلها إلى جانب مصر أثناء العدوان الثلاثي على مصر 1956، وقدمت لمصر في 27 أغسطس 1956 نحو 100 مليون دولار بعد سحب العرض الأمريكي لبناء السد العالي، وفي 30 أكتوبر أعلنتِ المملكة التعبئة العامة لجنودها لمواجهة العدوان الثلاثي على مصر.
وعقب العدوان الإسرائيلي على الدول العربية مصر وسوريا والأردن عام 1967، توجه الملك فيصل بن عبدالعزيز بنداء إلى الزعماء العرب، بضرورة الوقوف إلى جانب الدول الشقيقة المعتدى عليها وتخصيص مبالغ كبيرة لتمكينها من الصمود.
واستمرت المساندة السعودية لمصر حتى حرب أكتوبر 1973، حيث ساهمت المملكة في الكثير من النفقات التي تحملتها مصر قبل الحرب، وقادت المملكة معركة البترول لخدمة حرب أكتوبر.
وفي أعقاب ثورتي 25 يناير للعام 2011 و30 يونيو 2013، قدمت السعودية دعمها السياسي والدبلوماسي والمالي لمواجهة المواقف المناوئة للثورة وحظرها أنشطة الجماعات الإرهابية، ومساندة الاقتصاد المصري بعد الثورة.
وعُقدت في أغسطس 2014 أعمال الاجتماع الوزاري الثاني للجنة المتابعة والتشاور السياسي المصري السعودي، برئاسة وزير الخارجية سامح شكري والأمير سعود الفيصل وزير خارجية المملكة العربية السعودية، وبحضور وفدي البلدين.
وتناول الطرفان، خلال الاجتماع، العلاقات المتميزة في مختلف المجالات بين البلدين وسبل المزيد من تطويرها بما يجسد العلاقات التاريخية التي تجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين، واستعرضا بشكل متعمق سبل تطوير العمل العربي المشترك، وتناولا عدد من القضايا الإقليمية التي تهم البلدين.
وتناول الوزيران وجهات النظر بشأن تطورات القضية الفلسطينية، والأوضاع في العراق ومسار الأزمة السورية والوضع في ليبيا واليمن، فضلا عن تناول ظاهرة الإرهاب المتنامية في منطقة الشرق الأوسط في ضوء انتشار التنظيمات الإرهابية في المنطقة، وأهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة خطر هذه التنظيمات التي تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة ومختلف ربوع العالم.
وفي أكتوبر 2016، أعربت مصر في بيان لوزارة الخارجية عن دعمها للمرشح السعودي الجديد للمنصب، تقديرا للدور المهم الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية في دعم أنشطة وأهداف منظمة التعاون الإسلامي.