بالفيديو| سوري مقيم بالقاهرة: لو اقترح العرب حلولا ضد "الأسد" لما رحبنا بالتدخل الغربي
في أحد أحياء القاهرة، يقطن "مُلهم الخن" مدير عام مؤسسة "سوريا الغد" الخيرية، متخذًا من شاشة التليفزيون نافذة على وطنه، الذي تركه مُرغمًا، يتجول بين المحطات الإخبارية محاولًا التوقف على حقيقة المشهد، يرى خلالها أبناء شعبه بين حطام مواجهات النظام والجيش الحر، يتابع الآراء والتحليلات حول التدخل العسكري الغربي في بلاده فيزداد الأمر غموضًا؛ البعض يعتبره "طوق نجاة" لشعبٍ من بطش نظام، بينما يصفونه آخرون بـ"النفق المظلم" للدولة السورية.[FirstQuote]
يجلس "مُلهم" على مقعده، واضعًا علم بلاده أمامه يعانقه العلم المصري، يتحدث عن الضربة العسكرية التي يخطط لها المجتمع الغربي كنوع من الرد على استخدام بشار الأسد للسلاح الكيميائي، قائلًا: "بالتأكيد أي إنسان سوري لا يرغب ولا يمكن في يوم من الأيام أن يدعو إلى تدخل خارجي على بلاده، كما أن أي إنسان وطني شريف دائمًا ما يكون شديد الحرص على عدم تدخل أي أطراف خارجية؛ خاصة وإن كانت غربية وغير صديقة لشعبه".
وعلى الرغم من رفضه التدخل الخارجي في بلاده، إلا أن "مُلهم" لا يجد سوى الضربة العسكرية ملاذًا لإسقاط النظام السوري "بعد وصول الحال إلى استخدام سلاح محرم دوليًا، بشكل فاضح وغير إنساني على قرى ومدن مليئة بالمدنيين، وسقوط معظم الضحايا من الأطفال، لم يكن لدى أبناء الشعب السوري خيارًا إلا وجود رادع لهذا النظام في الوقت الحالي، يتمثل في الضربة العسكرية وإن كانت محدودة؛ ليكون الهدف الرئيسي منها هو إسقاط النظام وليس خلق موازنات جديدة على المنطقة".
ويصب الشاب السوري جام غضبه على الأشقاء العرب، منتقدًا الموقف "الهزيل" لجامعة الدول العربية: "لو كانت الجامعة اقترحت حلًا فعليًا لإيقاف القتل، بالتأكيد سنرحب بالحل العربي ونقف وقفة مضادة لهذا التدخل الغربي، ولكن للأسف طيلة السنتين والنصف الماضية لم يكن هناك أي حل عربي يوقف آلة القتل في سوريا، بل التزمت الدول العربية الصمت تجاه المجازر اليومية ضد الشعب".
ولا يغفل "مُلهم" دور روسيا الداعم للنظام السوري والأسد، والذي يقف حاليًا "حجر عثرة" أمام التدخل العسكري الأمريكي، حيث يرى أن هذا الموقف فقد المصداقية لدى الشعب السوري، ولم يعد لدى أهل دمشق ثقة في النظام الروسي، على الرغم من بعض الأطروحات التي تم تقديمها من جانبه، مثل تسليم السلاح الكيماوي ووضعه تحت الرقابة وموافقة النظام السوري على ذلك، لكن الشاب السوري يعتبر أن المشكلة حاليًا لم تعد السلاح الكيماوي، وإنما أصبحت إسقاط نظام لا رجعة فيه.[SecondQuote]
لا يعلم "مُلهم" متى العودة إلى بلاده أو أي مصير سيواجهه شعبه خلال الأيام وربما الساعات المقبلة، لكنه في الوقت نفسه يعلم ما يعانيه أبناء وطنه المقيمين في مصر؛ خاصة في ظل إشارة البعض إليهم بالتورط في مساندة التيارات الإسلامية في مظاهر العنف التي تشهدها البلاد، وهو ما ينفيه "مُلهم"، بقوله: "عندما تتبعنا هذه الأحداث وجدنا أن معظم الاتهامات التي أشارت للطرف السوري باطلة وليس لها أي دليل، ولا ينبغي تحميل بعض التصرفات الخاطئة لأفراد إلى جالية كاملة تقيم في مصر".