حقوقيات: الخطاب الدينى المتشدد يعزز النظرة السلبية للمرأة
«أمينة» فى مشهد من فيلم «بين القصرين»
قالت حقوقيات وناشطات فى مجال الدفاع عن حقوق المرأة إن تغيير النظرة السلبية للمرأة بحاجة إلى تضافر جهود المؤسسات الدينية والتعليمية والإعلامية معاً، خاصةً أن المجتمعات لا تتغير بين يوم وليلة، لا سيما فيما يتعلق بتقاليدها وأعرافها الموروثة منذ آلاف السنين، وأن تغير هذه التقاليد بحاجة إلى تفاعل وتناغم من كافة قوى المجتمع الدينية والاجتماعية والإعلامية، فضلاً عن أن تمكين المرأة من شأنه أن ينهى التمييز ضدها.
وقالت سناء السعيد، عضو المجلس القومى للمرأة: «إن ما تحقق فى عام المرأة، العام الماضى، من جهود مبذولة لتعزيز دور ومكانة المرأة فى المجتمع، حقق نقلة نوعية فى تعزيز هذا الدور، خاصةً مع شغل النساء نحو 20% من الحقائب الوزارية فى الحكومة، والاستحقاق السياسى الخاص بتمثيل المرأة برلمانياً، ووجود 90 نائبة فى المجلس الحالى، إلى جانب نحو 25% من مقاعد المحليات، علاوةً على شغل المرأة منصب المحافظ، كما هو الحال مع المهندسة نادية عبده، محافظ البحيرة.
وأوضحت أن «القومى للمرأة» يعمل بالتعاون مع عدد من الجهات على تأهيل المرأة لسوق العمل، وتدريبها على كيفية إدارة المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، كى تكون عضواً فاعلاً ومنتجاً فى المجتمع، لا عضواً مستهلكاً فحسب، مشيرةً لوجود عدد من بروتوكولات التعاون التى وُقعت لهذا الغرض خصيصاً مع البنوك، لإقراض النساء قروضاً صغيرة.
وأبدت عضو «القومى للمرأة» رضاها عما تحقق، وإن لم يكن على المستوى المأمول، مشيرةً إلى أنه عند مقارنة الوضع الراهن بغيره من الأوضاع خلال السنوات الماضية، سنجد أن أوضاع المرأة تحسنت كثيراً فى مصر، على حد قولها.
«السعيد»: شغل المرأة 20% من الحقائب الوزارية نقلة نوعية.. والقوانين الجديدة قضت على أعراف خاطئة
وتابعت قائلة إن قوانين الحماية، كقانون مناهضة الختان، وتجريم تزويج القاصرات، قضت كثيراً على الموروثات والتقاليد والأعراف الخاطئة، وأن المجتمع بات أكثر إدراكاً ووعياً اليوم بأهمية المرأة ودورها الفاعل، فى ظل الدعم السياسى للقيادة الحالية لقضايا المرأة، باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من المجتمع.
وقالت الدكتورة فيفيان فؤاد، مستشار المجلس القومى للسكان: «إن المجتمعات لا تتغير بين عشية وضحاها، خاصةً فيما يتعلق بتقاليدها وأعرافها الموروثة منذ آلاف السنين، وأن تغير هذه التقاليد بحاجة إلى تفاعل وتناغم من قوى مجتمعية عدة، منها المؤسسات الدينية والتعليمية والإعلامية.
وأضافت «فؤاد»، أن أفكار المجتمع فى تغير مستمر، وأنه بالنظر لظاهرة ختان الإناث، فإن الوضع قد تغير كثيراً فى الوقت الراهن عما كان عليه منذ 10 سنوات تقريباً، مشيرةً إلى أن قضية كهذه لم تكن مثارة ومُجرّمة على النحو الحالى قبل سنوات.
وأشارت «فؤاد» إلى أن الخطاب الدينى المتشدد يعزز الصورة الذهنية السلبية عن المرأة، رغم أن ذلك ليس من الدين فى شىء، لافتةً إلى أن ظاهرة حرمان المرأة من ميراثها فى بعض المجتمعات خاصةً بالصعيد، يرجع إلى مصالح اقتصادية للعائلات، التى لا ترغب فى أن يشاركها أصهارهم فيما يمتلكونه من أراضٍ أو غير ذلك.
وتابعت «فؤاد»: «صورة المرأة فى السينما هى الأخرى بحاجة إلى مراجعة حالياً، فصورتها كانت أفضل فى ستينات القرن الماضى، كفيلم (مراتى مدير عام)، الذى بشر بالعدالة والمساواة للنساء مع الرجال».
ولفتت «فؤاد» إلى أن الحكومة مطالبة بمساعدة المرأة لنيل فرص عمل وتعليم جيدة، وتحقيق التمكين الاقتصادى لها، خاصةً أن نسب تسرب الفتيات من التعليم كبيرة فى الريف المصرى، علاوةً على أن نسبة مشاركة المرأة فى سوق العمل فى مصر متدنية للغاية، وهو ما ترتب عليه تفشى البطالة فى صفوف السيدات، وقالت إن الإرشاد الدينى أمر مطلوب، وضرورة لا غنى عنها، إضافة إلى إيجاد سياسات فعلية مشجعة ومحفزة للتمكين الاقتصادى للمرأة.
من جهتها، قالت الدكتورة سوزان القلينى، مقررة لجنة الإعلام بالمجلس القومى للمرأة، إن الأعمال الدرامية فى رمضان الماضى تضمنت 530 مشهد عنف ضد المرأة، ما بين ضرب وشتائم، وأن هذه الصورة تعزز التقاليد السلبية وممارسة العنف ضد المرأة.