جزارو «الجملى» يرفضون خفض أسعار «البقرى»: لحمة مضروبة
«حسن» فى محل الجزارة بعابدين
أثار الإعلان عن خفض أسعار بيع اللحوم البقرى استياء وغضب جزارى اللحم الجملى، حيث يصل سعر الكيلو إلى 100 جنيه، ولم يلق تخفيضات مثيله أو دعماً من الدولة.
داخل جزارة لا تعلوها لافتة بالاسم، يقف رضا غانم أمام ماكينة فرم اللحوم، منتظراً زبائنه من أهالى حى عابدين، ورغم الابتسامة التى تطل من وجهه، فإنه يشعر بهم كبير من القرار الأخير، الذى سيلحق الضرر بتجارته: «إحنا انضرينا لأسباب كتير، الجملى سعره مانزلش، ومصر مافيهاش مرعى للجمال وبناخد من السودان، وللأسف الضرايب بتزيد، على عكس البقرى اللى له مرعى».
«غانم»: «مصر مافيهاش مرعى للجمال وبنستورد من السودان.. وللأسف الضرايب بتزيد».. و«حسن»: «بيبيعوا العجول الإثيوبية على إنها لحمة بلدى»
يعدد «غانم» فوائد «الجملى» للمارة، الذى يبيع الكيلو منه بـ100 جنيه: «مش بيعلى الكوليسترول، بخلاف البقرى، وطعمه حلو، خاصة الصغير منه، وكمان الكبدة بتاعته علاج للأنيميا، والدكاترة أكدوا الكلام ده»، متمنياً حل مشاكل المهنة التى أفنى فيها عمره ويتمسك بها: «أنا متربى على الجملى، ونفسى بيعه يزيد، وده مش هيحصل إلا بتقليل الاستيراد، وعمل مزارع للجمال».
«أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت»، آية قرآنية كتبت على لافتة تعلو جزارة أخرى بنفس المنطقة، حيث دارت مناقشة بين أهالى الشارع حول قائمة الأسعار، التى كتبها محمد حسن: «كيلو الجملى بـ100 جنبه، البفتيك 120، والكبد والقلب والكلاوى نفس السعر»، حيث أخذ صاحب الجزارة يدافع عن مهنته، التى ورثها عن أبيه وجده: «اللحم البقرى ده مضروب.. بيبيعوا لحمة العجول الإثيوبية اللى بتندبح فى المدابح على إنها لحمة بلدى، لكن الجملى عمره ما ينضرب».
يتذكر «حسن» أسعار اللحوم الجملى فى الماضى، حيث كان يبيع الكيلو منها بـ12 جنيهاً: «الجملى ده للأكيلة، وفيه فايدة كبيرة جداً»، الحديث الذى أيده «عم يوسف»، أحد زبائنه القدامى، ومن عشاق اللحم الجملى: «البقرى بقيت بـ110، والجملى كانت بـ90 وغليت لـ100»، وتوالت الآراء المؤيدة لكفة «الجملى» عن «البقرى»: «سبحان الخالق الجملى لو مرض يموت فمايتاكلش، لكن العجالى ممكن يصيبه المرض وبيتاكل، ودهون الجملى مش مضرة ولا بتعلى الكوليسترول، ده غير إنها علاج للأنيميا، والستات بتتفنن فى عمل أكلات بيها طبيخ وكفتة ولحم مفروم».