الدكتور محمد الجوادى لـ«الوطن»: «قنديل» روتينى وجاء لتلقى سهام النقد بدلاً من «مرسى»
قال الدكتور محمد الجوادى، المفكر السياسى والباحث فى تاريخ الوزارات، فى حواره لـ«الوطن»، إن اختيار الدكتور هشام قنديل، رئيساً للحكومة المقبلة؛ مناسب من حيث الوزن السياسى، كى لا يناطح رئيس الجمهورية أو ينافس الأبطال الكبار داخل حزب الحرية والعدالة، وهو يعيد نموذج الصورة النمطية لرئيس الوزراء الذى جاء ليتلقى سهام النقد الموجهة إلى الرئيس، فهو رئيس حكومة غير قادر على حل مشاكل الشارع أو تحقيق الاستقرار، ويعمل بشكل روتينى.
* كيف استقبلت نبأ تعيين الدكتور هشام قنديل رئيسا للحكومة؟
- قنديل مناسب، من حيث المقاس المطلوب؛ كى لا يناطح الرئيس أو الأبطال الكبار فى حزب الحرية والعدالة، وهو يمثل الصورة النمطية لرئيس وزراء فى عهد الثورة، فهو يميل إلى الجيل الثالث من الجهاز الإدارى نفسه الذى ينتمى إليه أحمد نظيف وعصام شرف، وهو جهاز محدود القدرة فى السياسة، ضعيف الملكات فى الإدارة يجيد الهروب من الأسئلة بالألفاظ والعبارات المهذبة.
* كيف يمكن فهم أن يصبح وزير الرى رئيسا للوزراء، وكان مسئولا عن ملف النيل الذى شهد تراجعا واضحا؟
- جاء قنديل لإبقاء الوضع كما هو عليه، وبقاء مصر فى الوضع المفروض عليها فى مياه النيل، وأن تبحث لنفسها عن محطات تحلية لمياه البحر أو تنقية لمياه الصرف الصحى، فيما تذهب مياه النيل إلى غيرها؛ وثقافته لا تعرف معنى الحقوق التاريخية ولا مسئولية مصر عن نهر النيل، وهو ما جذب اليه أنظار الأمريكان وأتباعهم منذ بداية التسعينات حين كان يعمل فى مكتب محمود أبوزيد.
* وعلى أى أساس جرى اختياره، من وجهة نظرك؟
- هو يجمع بين 4 صفات؛ الولاء الأمريكانى والإخوانى والفلولى والأمنى، وهى خلطة يفوق فيها جميع الوزراء الموجودين حاليا، وجاء ليستوعب سهام النقد التى توجه إلى الرئيس الجديد منذ توليه المسئولية؛ لكى يكون هو بمثابة لوحة «التنشين» الجديدة بدلا من «مرسى» لكى يستطيع الرئيس التقاط أنفاسه لبعض الوقت وحينئذ تحدث تغييرات أخرى.
* هل تتفق مع إبقاء بعض الوزراء فى الحكومة الجديدة؟
- هو يميل إلى إبقاء بعض الوزراء الموجودين منذ أيام الدكتور عصام شرف والدكتور كمال الجنزورى، ويسعى إلى إرضاء الفلول، من خلال حديثه عن التكامل بين الأجيال والبقاء على ما سبق فى الوقت نفسه؛ ولن يسعى إلى تكرار تجربة أحمد نظيف أو عصام شرف، بل سيسعى إلى الاستعانة بالتكنوقرط من أساتذة الجامعة حتى لا يقع فى نفس الأزمات.
* كيف ترى ترشيحات حزب «الحرية والعدالة» لبعض الوزراء ورغبتهم فى بعض الوزرات المهمة مثل: «المالية والتنمية المحلية»؟
- كل ما يثار الآن بمثابة قنابل دخان أو بالونات اختبار يمكن أن نفاجأ بعكسها تماما، ولا يوجد شىء ملموس حتى هذه اللحظة.
* هل جرى حسم الصراع على الوزارات السيادية، برأيك؟
- نعم؛ فالمشير سيظل هو وزير الدفاع، فى حين يجرى اختيار وزير داخلية جديد من داخل الوزارة، على أن يكون فى أسرع وقت، وبالتشاور بين الرئيس والمجلس العسكرى دون أن يكون لرئيس الوزراء دور فيها.
* هل رئيس الوزراء قادر على استيعاب هذه المشاكل المعقدة داخل الشارع؟
- لا أعتقد؛ لأنه يتعامل بشكل روتينى؛ ظل فى العمل الحكومى لسنوات دون أن يحقق إنجازا يذكر، فلا يجب أن نعول عليه كثيرا، وهو لا يفهم معنى الاستقرار وكيفية تحقيقه، ويتعامل دائما مع رد الفعل بعيدا عن المبادرة.
* كيف سيحقق ذلك برنامج الرئيس؟
- هناك وزراء سيجرى اختيارهم لهذه المهمة، ربما يعلو موقعهم والملفات التى فى أيديهم رئيس الوزراء نفسه، ومن ثم، لا يعوّل كثيرا على قنديل.
* كتبت أكثر من مرة عن تقليص عدد الوزارات، فى تلك الظروف التى تمر بها البلاد، هل ترى أن مصر بحاجة إلى استحداث وزارات جديدة أم تقليص عدد الوزارات الحالية؟
- نحن بحاجة إلى 12 وزيرا يستطيعون إدارة شئون البلاد على أكمل وجه، خلال حكومة ائتلافية، وأن يكون تماما كما هو الحال فى النظام الأمريكى، وبالتقسيم نفسه وليس استحداث وزارات تحملنا أعباء فى مرحلة حرجة.