«ياسر»: دورنا التحكم فى مراحل التخزين والصرف «إلكترونياً»
مهندس الكهرباء يشرح لمحررة «الوطن» مراحل تخزين القمح إلكترونياً
وفى حرم الصوامع هناك سيارات ضخمة تقف فى ممرات على «مصفاة حديدية» تملؤها فتحات صغيرة تسمى الواحدة منها «نقرة»، لتفريغ حبوب القمح من الشاحنة تمهيداً لرفعها داخل صوامع معدنية عملاقة، عبارة عن حاويات كبيرة عاكسة للحرارة، ومحكمة الإغلاق تشبه الأقماع الضخمة، كما أن بها أجهزة تحكم يجرى ضبطها لكى تعمل بطريقة آلية، من أجل تحديد درجة الحرارة والرطوبة داخلها.
المشروع يعمل بكامل طاقته منذ عامين تقريباً، على مساحة 20 ألف متر مربع، تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وقامت بتنفيذه شركة «المقاولون العرب» بمنحة إماراتية، قدرها 112 مليون جنيه.
والمكان يعمل بأكمله وفق نظام آلى، حسب ما قال ياسر حسن، مهندس كهرباء فى صوامع القنطرة شرق، لـ«الوطن»: «القمح بيمر بعدة مراحل قبل التخزين؛ أولها وزن الشحنة داخل أرض الصومعة بميزان اسمه بسكول، وهو ميزان مخصص لأن يزن الحبوب «صافى» من غير وزن العربية، وبعدها عربيات النقل الثقيلة ترفع من الأمام بطرق هيدروليكية حتى تصل إلى ميل معين يساعدها على تفريغ الشحنة على أرض النقرة مباشرة، بتبقى زى مصفاة كده بينزل فيها القمح».
ويستكمل «ياسر»، المهندس العشرينى، حديثه بفخر، لكونه واحداً من المهندسين الشباب داخل المشروع الضخم، حسب قوله، بشرح مرحلة عملية غربلة القمح بطريقة آلية أيضاً، بعد مرحلة التفريغ مباشرة، من خلال مجموعة من السيور الحديدية، التى ترفع القمح إلى أعلى من داخل «المصفاة» لكى يمر بعمليات تنقية أثناء الغربلة: «بيبقى فيه كمان جسم معدنى مغناطيسى بيشيل الشوائب الحديدية اللى نزلت مع القمح، وبعد عملية الغربلة تسحب السيور القمح إلى ارتفاع 23 متراً، وهو طول الخلية الواحدة داخل الصومعة، حتى تلقيه فى فوهة الصومعة من أعلى، حتى تمتلئ عن آخرها لتحفظه بطريقة سليمة، وكل المراحل دى بتكون أوتوماتيك عن طريق غرفة التحكم اللى بيشتغل فيها مهندسين وفنيين لإصلاح أى أعطال قد تحدث أثناء التشغيل، لكن مابيكونش فيه عنصر بشرى واحد لكل العمليات دى خالص».
وهناك، فى غرفة التحكم، لوحة إلكترونية ضخمة مرسوم عليها الـ12 صومعة والسيارات الثقيلة داخل ممراتها المحددة فى المكان، تملؤها أزرار مضيئة بلونين أحمر وأخضر، يشير إليها المهندس «ياسر»، شارحاً مراحل تخزين القمح وصرفه أوتوماتيكياً.
وغرفة تحكم صوامع غلال القنطرة شرق، يعمل محدثنا بداخلها 8 ساعات وأحياناً 12 ساعة تبعاً لمتطلبات العمل من حين لآخر حسب قوله: «أنا وزملائى المهندسين دورنا هو إننا نتحكم فى التخزين والصرف من خلال اللوحة الإلكترونية دى، وكل زرار فيها بيتحكم بكل دقة فى كل حاجة، من فتح الصومعة وقفلها ومراحل التخزين والصرف كلها، وكمان لو فيه أى أعطال جوه أى صومعة بيبان لنا العطل من خلال برامج بنشتغل عليها على أجهزة الكمبيوتر، وبنعرف المشكلة فين بالظبط وساعتها الفنى هو اللى بيحلها وبيبقى رايح عارف هو هيصلح إيه». ويشير المهندس «ياسر» إلى أن الصومعة بها 12 خلية، كل واحدة منها عبارة عن حاوية كبيرة، بها نفس المنظومة التى تسحب القمح، وسعة الواحدة 5 آلاف طن، لكنها تختلف حسب تصميم كل صومعة، إلا أن القوة الاستيعابية للصومعة بالكامل تصل إلى 60 ألف طن من القمح.