الزهر لعب مع «شيكا»: كانت كلبة.. بقت «هانم»
نيروز وشيكا
كان الجو بارداً للغاية فى ليلة من شهر ديسمبر، أمطار غزيرة أغرقت شوارع الإسكندرية، يومها لم تتصور نيروز هارون، التى ظلت طوال حياتها تخشى التعامل مع الحيوانات أنها ستقع فى غرام «شيكا»، الجرو، حديثة الولادة التى كانت تقف وحيدة أسفل إحدى السيارات.
لم تتمالك نفسها يومها «طلبت من زوجى يجيبها، وأخدناها البيت نظفناها وأخدت كل التطعيمات، وبدأنا نشوف مقاطع فيديو على يوتيوب عن تربية الكلاب»، الشابة التى كانت تخشى حتى العصافير وأسماك الزينة أصبحت مضطرة للتعامل مع «شيكا» التى قلبت حياتها رأساً على عقب: «كنا بنسافر بحرية دلوقتى سفرنا قليل عشان شيكا، مش هانسى لما رقدت فى السرير تلات شهور ونص، لقتها تحت رجلى وكانت رافضة تاكل عشان زعلانة عليا». مع الوقت بدا أن الكلبة المقبلة من الشارع تمتلك لغتها الخاصة فى التواصل والتفاهم، والحب أيضاً: «فى إحدى المرات اصطحبناها فى فعالية لتمشية الكلاب على البحر، وذهبنا بعدها إلى مقهى يسمح بدخول الكلاب، كانت المصورة نهلة الشامى هناك»، هكذا بدأت قصة «جلسة التصوير» بالصدفة.
حين اختفت «نيروز» لدقائق من طاولتها، بدأت «شيكا» فى النحيب بشكل لفت أنظار كل الموجودين، من بينهم المصورة التى لفتها الارتباط الشديد بين «شيكا» وصاحبتها: «أول ما شافتنى نطت ورفضت تقعد على الأرض بصت لى بصات غريبة كأنها بتعاتبنى» نظرات جذبت «نهلة» التى قررت تصوير «نيروز وشيكا» مجاناً.
انتهت جلسة التصوير بصور لافتة بدأت كل من «نهلة ونيروز» فى نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعى فى محاولة لإبراز جماليات «الكلب البلدى»: «قليل من الاهتمام بيهم كفيل إننا ناخد قصاده حب وإخلاص بلا حدود، اللى يشوف شيكا مستحيل يتقبل بعدها فكرة إن الكلاب البلدى بتتقتل فى الشوارع بالسم والرصاص، نفسى فكرة التبنى تنتشر بدل الملايين اللى بتدفع فى شراء كلاب مستوردة، فى حين الكلب البلدى مميزاته أقوى وأفضل».