«آدم»: أعيش فى مصر منذ 20 عاماً.. وأبنائى يرددون النشيد الوطنى المصرى فى طابور الصباح
آدم
جاءوا من بلاد القارة السمراء لطلب العلم فى مصر التى طالما حلموا بالسفر إليها والدراسة فى جامعاتها العريقة، حاملين آمالاً وطموحات أرادوا تحقيقها قبل العودة مرة أخرى إلى بلادهم لنقل ما تعلموه خلال سنوات الدراسة.
سنوات عديدة مضت على وجودهم داخل المدن والمحافظات المصرية، مروا خلالها بالعديد من الصعوبات، نظراً للتوتر الذى أصاب العلاقات بين بلدانهم ومصر، أو لتراجع الاهتمام بهم من قبل حكوماتهم، ولكن خلال السنوات الأربع الأخيرة، وتحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، تبدلت أوضاع الأفارقة، واستردت مصر عمقها الاستراتيجى وباتت العلاقات بين القاهرة والدول الأفريقية جيدة للغاية، وعادت الزيارات المتبادلة بين كل الأطراف إلى سابق عهدها، ما انعكس على وضع هؤلاء داخل المدن المصرية، وبدا التيسير على الطلاب الأفارقة أثناء الدراسة والتعليم واضحاً، وتمت إزالة المُعوقات وإعطاء المنح الدراسية المجانية للدارسين، لينصهروا داخل المجتمع المصرى، ما شجع بعضهم على إحضار ذويهم للعيش معهم داخل مصر.
«أشعر أننى أعيش فى عهد جمال عبدالناصر»، هكذا عبر آدم بوليلو من دولة الكونغو عن حياته فى مصر، التى بدأت قبل 20 عاماً منذ أن حصل على منحة من بلاده للدراسة فى معهد القراءات ثم الالتحاق بكلية علوم القرآن بجامعة طنطا، مفضلاً مصر عن فرنسا بعد محاولات كثيرة لإقناعه من خالته للعيش فى باريس، يحكى «آدم» أن حياته الحقيقية بدأت بعد تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى الحكم، ومن فرط فرحته أرسل له خطاباً يهنئه بالمنصب الجديد، معلناً دعمه الكامل لمنهجه الذى يسير فيه، مطالباً بالتعاون مع مصر وشعبها: «للأسف الخطاب لم يصله لكنى على أمل أن أقابله لأن هناك أموراً هامة جداً أريد أن أخبره عنها»، مؤكداً استعداد بلاده التام للموافقة رسمياً على بناء مستشفى ومراكز للجيش والشرطة فى الكونغو باسم مصر: «سيكون لدى مصر أرض ملك خاصة بالمصريين والحكومة»، يرى أن العلاقات الحميمة بين مصر والكونغو فى عهد الرئيس جمال عبدالناصر آن لها أن تعود مرة أخرى: «حان الوقت أن نعيد هذه المحبة والأمور إلى مكانها الصحيح»، يرغب فى إنشاء فرع لجامعة الأزهر فى بلاده بإشراف علماء مصريين: «لدينا الأرض جاهزة لا ينقص إلا التنفيذ».
كونغولى: حصلنا على منح دراسية بالمجان فى عهد «السيسى» وأسرتى زملكاوية
انصهر آدم فى المجتمع المصرى كالمواد الصلبة التى تتحول لسائل، فأصبح لا يستطع البعد عنها، أحضر زوجته للعيش معه وأنجب أولاده الثلاثة على أرض مصر، دخلوا مدارسها وتحدثوا بلغتها: «ابنى ماسا يلعب كرة قدم فى مركز المهاجم وحلمه يلعب فى الزمالك لأننا من عشاق النادى الأبيض»، يحكى أن أولاده يشاركون فى حب مصر ويرددون النشيد الوطنى كل يوم فى طابور الصباح.
يتذكر حين ذهب للسودان والسعودية للعيش هناك من قبل لكنه لم يجد المحبة الخالصة والتواصل إلا على أرض مصر: «حاسس إنها بلدى مفيش فرق نهائى»، شارك فى العديد من المؤتمرات والندوات وبرامج تعليمية وثقافية خلال عام 2012، بالإضافة إلى نماذج المحاكاة داخل جامعة القاهرة كنموذج الاتحاد الأفريقى، وكون صداقات كثيراً وتبادل الحوار مع أقرانه، ويسعى للمساهمة فى توطيد العلاقات بين البلدين أكثر: «رئيس الكونغو أتى لمصر أكثر من مرة بعد غياب وأريد أن يدعو الرئيس السيسى لزيارة الكونغو»، يشيد بالدعم المصرى الذى يستشعره فى كل وقت من توفير منح لهم وتذليل العقبات أمامهم: «نحن نحب ذلك ونشجع على استمراره فهو لم يحدث إلا فى عهد زعيمنا الحكيم عبدالفتاح السيسى، الذى نشر الحب بيننا مرة أخرى».
يحكى أن أى شخص أفريقى يذهب حالياً لأى مصلحة حكومية يقابل بترحيب شديد وتنتهى أوراقه فى أسرع وقت: «بيفضلوا يقولوا لنا انتوا حبايبنا»، يعبر عن سعادته لكونه يعيش بين أهله فى سلام ومحبة، وهذا ما يرجوه لأبناء القارة جميعاً: «لابد ألا نسمح للغرباء بأن يخترقوا أوطاننا كإسرائيل»، لا ينسى فضل مصر عليه فى منحه الفرصة للدراسات العليا فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بالإسكندرية بعد إبرام اتفاقية بين الحكومتين بتوفير منحة مجانية للشباب الكونغولى: «هذه المنحة للأجانب تتجاوز الـ6 آلاف دولار فى الترم الواحد، لكن مصر تقدمها لنا بالمجان وهذه فرصة عظيمة وأنا محظوظ بها»، يرغب فى تعزيز العلاقات بين بلاده ووطنه الثانى مصر، فبدأ بمساعدة رجال أعمال مصريين فى الذهاب للكونغو ورتب الزيارة مع المسئولين هناك وبالفعل قابلوا وزير الكهرباء والتطوير والصناعة والتجارة: «هذا واجبنا جميعاً».