«رمضان»: الدولة اهتمت بالأفارقة.. و«السيسى» أعاد العلاقات كما كانت أيام «عبدالناصر»
رمضان شعيب
جاءوا من بلاد القارة السمراء لطلب العلم فى مصر التى طالما حلموا بالسفر إليها والدراسة فى جامعاتها العريقة، حاملين آمالاً وطموحات أرادوا تحقيقها قبل العودة مرة أخرى إلى بلادهم لنقل ما تعلموه خلال سنوات الدراسة.
سنوات عديدة مضت على وجودهم داخل المدن والمحافظات المصرية، مروا خلالها بالعديد من الصعوبات، نظراً للتوتر الذى أصاب العلاقات بين بلدانهم ومصر، أو لتراجع الاهتمام بهم من قبل حكوماتهم، ولكن خلال السنوات الأربع الأخيرة، وتحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، تبدلت أوضاع الأفارقة، واستردت مصر عمقها الاستراتيجى وباتت العلاقات بين القاهرة والدول الأفريقية جيدة للغاية، وعادت الزيارات المتبادلة بين كل الأطراف إلى سابق عهدها، ما انعكس على وضع هؤلاء داخل المدن المصرية، وبدا التيسير على الطلاب الأفارقة أثناء الدراسة والتعليم واضحاً، وتمت إزالة المُعوقات وإعطاء المنح الدراسية المجانية للدارسين، لينصهروا داخل المجتمع المصرى، ما شجع بعضهم على إحضار ذويهم للعيش معهم داخل مصر.
جاء من شرق أفريقيا، وتحديداً من دولة «أوغندا»، إلى مصر منذ 4 سنوات، من خلال منحة أزهرية عن طريق السفارة المصرية فى أوغندا، واختياره ضمن الطلاب المتميزين فى الأنشطة والتدريبات، وحصل على شهادة بالإضافة إلى منحة أزهرية بالذهاب إلى مصر، إنه «رمضان شعيب»، 25 عاماً، طالب بالفرقة الثالثة بكلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر، الذى يؤكد أنه كان يسمع عن مصر كثيراً قبل مجيئه إليها، وكان يتمنى استكمال دراسته بها، مضيفاً: «أكبر مؤسسة فى مصر هى الأزهر الشريف، وكنا نسمع عنه كثيراً، بالإضافة إلى تاريخ مصر المعروف لدى الجميع، وهى بلد الأنبياء والأهرامات». ويوضح «رمضان» أنه عندما جاء إلى مصر زار الأماكن والمدن التى كان يسمع عنها قبل مجيئه إليها، ومنها محافظات سيناء وأسوان بورسعيد، قائلاً: «زُرنا جبل سيدنا موسى فى سيناء، وكمان شاهدت السد العالى ومعبد فيلة فى أسوان، وانبهرت بمصر جداً وبكل الآثار والأماكن اللى فيها». وعن حياته داخل مصر، يقول «الشاب الأفريقى»: «المعيشة ليست صعبة هنا فى مصر لأن المنحة الأزهرية توفر لنا السكن والدراسة وكل شىء، وكانت المشكلة الكبيرة فى اللغة لأنه فى جمهورية أوغندا نتعلم اللغة العربية الفصحى، ولكن الشعب المصرى يتعامل باللغة العامية، وكان لا بد أن نتعلم اللغة العامية فى البداية لكى نستطيع التعامل مع المصريين والاندماج داخل المجتمع المصرى»، ويشير «رمضان» إلى أنه يُمارس العديد من الأنشطة الرياضية ومنها كرة القدم، التى يمارسها بشكل منتظم مع أصدقائه.
ويُقدم «رمضان» الشكر إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى لاهتمامه بشئون الجاليات الأفريقية والأفارقة الذين يدرسون ويعيشون داخل مصر وتسهيل كل السبل التى تساعد أى وافد أفريقى على النجاح فى دراسته والعودة مرة أخرى إلى بلده ناقلاً معه ما تعلمه فى مصر، مؤكداً أن الرئيس السيسى زار أوغندا أكثر من مرة، وأن هناك تواصلاً وعلاقات كبيرة بين أوغندا ومصر فى المجالات التجارية، وكثير من المصريين أقاموا مشاريع فى أوغندا، بالإضافة إلى استيراد اللحوم من أوغندا إلى مصر»، وتابع: «كانت العلاقة بين البلدين فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر قوية للغاية، لدرجة أن هناك شارعاً يُسمى جمال عبدالناصر فى أوغندا، ولكن لا أعلم لماذا انقطعت العلاقات بتلك الطريقة فى الفترات التالية، ولكن بحمد الله عادت العلاقة كما كانت، خلال الأربع سنوات السابقة».
جاء من «أوغندا» إلى «مصر» للدراسة بالأزهر الشريف
يجد «رمضان» بعض الصعوبات فى «الإجراءات الطويلة داخل مصر فى المصالح الحكومية وإنهاء الأوراق»، لكنه يرى أن الموظفين أصبحوا يبذلون أقصى جهدهم من أجل مساعدتهم فى كافة الإجراءات، وأن الشعب المصرى يُعامل الوافدين الأفارقة بشكل طيب، مؤكداً أنه يهتم فى الوقت الحالى بالمجال التجارى بشراء الملابس الإسلامية النسائية كالجلباب من مصر، وبيعها بعد ذلك فى دولة أوغندا، لكنه إلى جانب ذلك يريد العودة أيضاً لبلده من أجل نشر الدعوة وتعليم أبناء بلده ما تعلمه داخل الأزهر الشريف.