«الشارع اللى ورانا».. مسلسل يراهن على الغموض فى توسيع آفاق الدراما العربية
أفيش مسلسل «الشارع اللى ورانا»
نجح صناع الدراما فى خلق مواسم ناجحة بعيداً عن الماراثون الرمضانى المختنق بالأعمال التى تتجاوز عددها الـ30، وينتظر الجمهور عرض مسلسل «الشارع اللى ورانا» على قناة «cbc»، الذى يعد مزيجاً مختلفاً بين الإثارة والتشويق والغموض، ويقترب من مناطق لم يتم تناولها بشكل جرىء من قبل، بتوقيع المخرج مجدى الهوارى والكاتب حاتم حافظ، وبمشاركة مجموعة كبيرة من النجوم من بينهم لبلبة، فاروق الفيشاوى، درة، وأحمد حاتم، بجانب عدد من الفنانين الشباب.
وقال الكاتب والسيناريست حاتم حافظ، إن فكرة مسلسل «الشارع اللى ورانا» تعود إلى عام 2012، ولكنها كانت فى حاجة إلى أن يتحمس لها أحد لتنفذ على أرض الواقع، حتى وجدت المنتج والمخرج مجدى الهوارى، على حد تعبيره.
وأضاف «حافظ» لـ«الوطن»: «بمجرد معرفة الهوارى بفكرة العمل تحمس لها جداً، على الرغم من كونها فكرة غريبة عن الدراما التليفزيونية، حيث تدور أحداثها فى المنطقة الفاصلة بين الحياة والموت، وهو الأمر الذى يتطلب جهوداً سواء فى البحث أو الكتابة، وقرأت كثيراً فى تلك المنطقة والمناطق المشابهة مثل (ديجافو) والتخاطر».
وتابع «حافظ» لـ«الوطن»: «مرحلة الكتابة استغرقت 6 أشهر، ثم بدأت بعدها مرحلة التعديلات والبصمات الأخيرة، لا سيما أن هذا الشكل لم يقدم فى الدراما بشكل كبير، ولكن كانت هناك تجارب محدودة مثل فيلم (قليل من الحب كثير من العنف) للمخرج رأفت الميهى، كما تطرق مسلسل (حديث الصباح والمساء) إلى تلك المنطقة، ولا نعتمد بشكل كامل على الغموض حتى لا تكون المغامرة كبرى، ولكن هناك مزيج من الدراما الاجتماعية والتشويق، حتى لا نفقد غير المهتمين بهذا الشكل نهائياً».
«حافظ»: الأحداث تتناول المنطقة الفاصلة بين الحياة والموت.. وكتابة السيناريو استغرقت 6 أشهر.. و«الهوارى»: رفضنا دخول موسم رمضان.. وتقديم أعمال مختلفة تحدٍ حقيقى
حماس المخرج مجدى الهوارى لفكرة «الشارع اللى ورانا» هو الذى دفعه للعودة إلى الإخراج التليفزيونى، بعد غياب خمس سنوات منذ مسلسل «مزاج الخير» عام 2013. ويقول «الهوارى» لـ«الوطن»: «أحاول على مدار عامين العودة إلى الساحة الدرامية، ولكن واجهت مشكلة فى نوعية الأعمال، فنحن فى الوطن العربى نقدم أعمالاً مع اختلافها تدور فى إطار واحد، وفى الوقت الحالى الجيل الجديد بعيد تماماً عن الأعمال العربية، مقابل مشاهداتهم الأعمال الأجنبية على الإنترنت، وأحرص طوال الوقت على الاطلاع على الدراما العالمية لأعلم الوجهة التى تتجه إليها وأحدث التقنيات فى الساحة».
وتابع: «أرى أن أعمالنا الدرامية فى حاجة إلى إعادة تنظيم للأفكار، ومع المراقبة وجدت أننا لا ينقصنا شىء لنلحق بتطور الدراما التى تتطور سواء من حيث الشكل أو المضمون، وفيما يتعلق بالشكل أعتقد أنه الأسهل لأننا قادرون على تقديم صورة بجودة عالية، فنحن نمتلك الإمكانيات والكوادر المحترفة».
وأكمل: «المضمون الذى تقدمه الدراما العربية يجعلنا فى نقطة بعيدة عن الساحة العالمية، لاستيعابنا الاختلاف بطريقة خاطئة، فنحن نرى أن الجرأة فى التناول وانتشار الألفاظ غير المناسبة يجعلنا نفكر خارج الصندوق، لذلك نحن فى حاجة إلى إعادة النظر فى مضمون ومستوى الأعمال المقدمة، لذلك كان لدىّ رغبة فى رفع سقف الدراما العربية، وهو ما شجعنى على تقديم (الشارع اللى ورانا)».
واستطرد: «مضمون مسلسل (الشارع اللى ورانا) مختلف، وتلك النوعية من الأعمال لم تُقدم من قبل، ولكن النجاح من وجهة نظرى هو الاختلاف من أجل المشاهد، فهذا هو التحدى الحقيقى أمامنا، وأنا أراهن على تنفيذ العمل والتركيز على تباينه بدرجة كبيرة، من حيث الكوادر الفنية العاملة معنا، والتى أراها لا تقل عن الكوادر العالمية ولكن طاقاتهم مهدرة للأسف، وتفتقد الإدارة».
وتابع: «السيناريو الجيد هو الذى يعطينا فرصة اكتشاف مناطق إبداعية مختلفة بداخلنا، وهذا العمل أخرج من داخلى طاقة لم تكتشف بعد، قد يكون حرمانى من السينما ومن وجود عمل مختلف، وإيمانى بفكرة المشروع ورغبتى فى رفع سقف الدراما العربية كان سبباً لتقديم هذا العمل».
وأشار المخرج مجدى الهوارى إلى أنه يرغب فى طرح المسلسل بعيداً عن موسم الدراما الرمضانية، موضحاً: «العمل لا يناسب (صينية الكنافة)».