مصدر أمني جزائري: "بلمختار" درب جهاديين للقتال في تونس ومصر
يواجه القيادي السابق في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي مختار بلمختار، الذي يلاحقه القضاء الجزائري بتهم التورط في الهجوم على مصنع الغاز في عين أمناس جنوب البلاد مطلع السنة، تهما جديدة تتعلق بالتورط في أعمال العنف التي تشهدها تونس ومصر منذ عدة أشهر، بحسب مصدر أمني جزائري.
وقال المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، إن "محققين من تونس والجزائر تمكنوا من جمع أدلة كثيرة تدين كتيبة الملثمين التي يقودها مختار بلمختار في تدريب مقاتلين سلفيين جهاديين من تونس وإرسالهم إلى داخل الأراضي التونسية".
وأضاف أن الأدلة تشير أيضا إلى أن "معسكرات كتيبة الملثمين دربت العشرات من المقاتلين من عدة جنسيات في عام 2012 أثناء سيطرة الجماعات المتشددة على شمال مالي، وقد حصل سلفيون جاؤوا من مصر عبر ليبيا ومن تونس على تدريب قتالي عالٍ في معسكرات مختار بلمختار وفي معسكرات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي".
وتابع قائلا "عاد عدد كبير من هؤلاء إلى تونس ومصر ليشكلوا النواة الصلبة للجماعات السلفية المقاتلة المرتبطة بالقاعدة في البلدين".
وأشار إلى أنه من بين الذين حصلوا على تدريب قتالي لدى جماعة مختار بلمختار "تونسيون ومصريون شاركوا في هجوم عين أمناس الذي وقع في شهر يناير الماضي بالجنوب الجزائري".
وقال المصدر الأمني إن "التحقيق التونسي قد توصل إلى أدلة مهمة تؤكد العلاقة بين القيادي المنشق عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي مختار بلمختار المكنى خالد أبو العباس أو بلعور بالجماعات السلفية المسلحة في تونس".
ووفق المصدر ذاته، فإن الأمن التونسي "يتعاون بشكل وثيق مع المخابرات الجزائرية والفرنسية للحصول على المزيد من المعلومات حول تدريب كتائب الملثمين والموقعين بالدم التي يقودها مختار بلمختار لسلفيين جهاديين من تونس في معسكراته في شمال مالي".
وأضاف المصدر إن "ضباط أمن تونسيين تنقلوا إلى شمال مالي للبحث عن المزيد من الأدلة حول تورط بلمختار في العنف الذي تشهده تونس".
وأوضح أن التحقيق توصل إلى أن عددا من السلفيين الجهاديين بتونس مازالوا على اتصال مع أمير كتيبة الملثمين الذي أعلن مؤخرا الولاء لمنظمة سلفية جهادية جديدة تأسست في شمال مالي تسمى المرابطين في إطار مشروع وحدة مع جماعة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا".
ويعد مختار بلمختار الذي كان مسؤولا في فرع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب بشمال مالي أحد ابرز القياديين في القاعدة وقد بدأ ممارسة النشاط المسلح ضد الحكومة الجزائرية في عام 1993، ثم تنقل إلى شمال مالي حيث تولى مسؤولية تنظيم نشاط التنظيم في المنطقة.
وقام بلمختار الجزائري الأصل في ديسمبر الماضي، بتأسيس كتيبة جديدة من المقاتلين تحمل اسم "الموقعون بالدم".
وقالت مصادر أمنية جزائرية في وقت سابق إن القوات الفرنسية الموجودة في شمال مالي اقتربت أكثر من أي وقت مضى من بلمختار أبرز زعماء الجماعات الجهادية السلفية في منطقة الساحل الإفريقي.