7 مرشحين ينافسون «بوتين» فى الانتخابات
بوتين
يتنافس 8 مرشحين فى الانتخابات الروسية، ويتعهد عدد من المرشحين أمام «بوتين» حال فوزهم بإدخال إصلاحات جذرية فى مجالات مختلفة، فيما تعهد آخرون بإنشاء نظام قضائى مستقل وتحقيق مجانية التعليم.
فلاديمير بوتين.. الزعيم
يبلغ من العمر 65 عاماً، وهو مرشح مستقل، عميل سابق لجهاز الاستخبارات «كى جى بى»، والرئيس الحالى للبلاد، كان فى السابق يتزعم حزب «روسيا الموحدة»، وهو يشرف على جبهة كل شعب روسيا، التى هى عبارة عن مجموعة منظمات تشمل أكثر من 1500 حزب صغير ونقابات ومجموعات مصالح، تشكل فيها روسيا الموحدة النواة. وفى حال نجاحه شبه المؤكد ستكون هذه الفترة الرئاسية الرابعة بالنسبة له، كما يسعى بوتين إلى مواصلة سياسته الحالية، مع زيادة النفقات الاجتماعية، وأعرب، أثناء الإعلان عن ترشحه، عن أمله فى كسب دعم الأوساط الاجتماعية والسياسية الواسعة داخل البلاد. انتخب «بوتين» لأول مرة سنة 2000 بعد تسليمه السلطة من جانب الرئيس آنذاك، بوريس يلتسين، قبل ستة أشهر من انتهاء ولايته. ومنذ سنوات تولى «بوتين» منصب رئيس الوزراء، احتراماً للدستور الذى يتيح ولايتين متتاليتين فقط للرئيس، ولكن بعد أن غادر ديمترى مدفيدف الرئاسة فى 2012، مدد النواب الروس فترة الولاية الرئاسية من أربع سنوات إلى ستة، وهذا يعنى أن «بوتين» يستطيع أن يظل فى الحكم حتى سنة 2024، وحينها سيبلغ من العمر 72 سنة.
فلاديمير جيرينوفسكى.. المحرض المعتاد
يبلغ من العمر 71 عاماً، ومرشح عن «الحزب الليبرالى الديمقراطى الروسى» الذى يتزعمه، وينتهج لغه الخطاب الشعبوى، وتعهد، حال فوزه، بإدخال إصلاحات اجتماعية وسياسية جذرية فى مجالات مختلفة، وإلغاء العقوبة الجنائية بتهمة التطرف ومخالفة قانون التظاهر التى تحمل -حسب رأيه- صبغة سياسية، ويحمل هذا المرشح تجربة سياسية طويلة، ويوصف أحياناً برجل استعراض فى السياسة الروسية، ويشارك «جيرينوفسكى» فى الانتخابات الرئاسية للمرة السادسة. ينتمى جيرينوفسكى إلى المعارضة رسمياً، ولكن فى نفس الوقت احتفظ بعلاقة مع الكرملين. وتعد خطاباته التحريضية، التى يهدد من خلالها الغرب بالهجوم النووى، جزءاً لا يتجزأ من البرامج الحوارية الروسية. وخطابات «جيرينوفسكى» التحريضية هذه جعلت منافسه «بوتين» يبدو أكثر اعتدالاً وعقلانية. ولهذا هو لا يبدو خصماً ومنافساً حقيقياً للرئيس الحالى.
مكسيم سورايكين.. سوفيتى
يبلغ من العمر 39 عاماً، وهو مرشح عن حزب «شيوعيو روسيا» الذى يترأسه، وهو حزب يمثل أقصى اليسار، ويتزعم محاولات إعادة الاتحاد السوفيتى، وهو يحمل درجة الدكتوراه فى التاريخ. أطلق على برنامجه الانتخابى اسم «عشر ضربات ستالينية إلى الرأسمالية» ويسعى إلى اتخاذ بعض الإجراءات المطلوبة لـ«استعادة الاقتصاد الاشتراكى». ووعد «سورايكين» فى حال توليه الرئاسة بتأميم المؤسسات الكبرى فى مجال الدفاع والنفط والغاز، بغية مضاعفة ميزانية البلاد مرتين وزيادة رواتب المواطنين، ويعد «سورايكين» أحد الوجوه الجديدة فى الانتخابات الرئاسية الروسية، ويتهم الحزب الشيوعى لروسيا الاتحادية، حزب «شيوعيو روسيا» بأنه مجرد مشروع للكرملين لإضعاف الشيوعيين القدامى.
كسينيا سوبتشاك.. ليبرالية ضد الجميع
تبلغ من العمر 36 عاماً، وهى إعلامية معارضة، مرشحة عن حزب «المبادرة الاجتماعية» الليبرالى، وهى اشتراكية تنحدر من عائلة سياسية عريقة، وتسعى إلى إدخال تغييرات ليبرالية فى سياسات البلاد الداخلية والخارجية، مع تقليص نفوذ الكنيسة الأرثوذكسية فى المجتمع، وإلغاء قانون حظر الترويج للتحول الجنسى، وإقامة علاقات شراكة مع الولايات المتحدة وأوكرانيا وسحب القوات الروسية من سوريا، والإفراج عن المعتقلين السياسيين، و«سوبتشاك» هى ابنة العمدة السابق لسانت بطرسبورج، أناتولى سوبتشاك، الذى يعتبر الأب السياسى الروحى لبوتين. فى البداية، صنعت سوبتشاك اسماً لها فى مجال الإعلام. ومع مرور الوقت، أصبحت صحفية ذات آراء معارضة، ولكنها لم تتخذ السياسة مهنة لها، وجاءت حملتها الانتخابية تحت عنوان «مرشحة ضد الجميع» التى تريد من خلالها الوصول إلى الناخبين المحتجين. تمثل سوبتشاك أجندة ليبرالية وتنتقد بحذر رئيس الكرملين. ومنذ الإعلان عن ترشحها، بدا وكأنها تتمتع بإمكانية الوصول غير المحدود إلى وسائل الإعلام. الأمر الذى فسره الكثيرون بأنه مؤشر على أنها مرشحة برعاية الكرملين. غير أن توقعات محللين تذهب إلى أنها ستحصل على عدد قليل من الأصوات فى الانتخابات الرئاسية المقبلة.
بوريس تيتوف.. مفوض رجال الأعمال
يبلغ رجل الأعمال من العمر 58 سنة، وهو الرئيس المفوض لحقوق المقاولين، ويعد ليبرالى التوجه مؤيداً لاقتصاد السوق وحماية الطبقة المتوسطة. ويتقدم «بوريس» للانتخابات باعتباره زعيماً لحزب التنمية، الذى أسسه سنة 2009. وقد أحرز نجاحات فى مجال زراعة العنب، وهو مفوض حقوق رجال الأعمال لدى الرئيس الروسى، ويركز برنامجه الانتخابى على توفير الحريات الاقتصادية الأوسع عن طريق الحد من اعتماد الاقتصاد على قطاع السلع الأساسية وتطوير مجال الأعمال والتجارة والتشجيع على المنافسة فى السوق. يعتبر «تيتوف» أصغر المرشحين سناً، وقد حصل فى الانتخابات الرئاسية لعام 2000 على نسبة 1.5% من الأصوات، وهذه المرة يمكن أن يحصل على نتيجة مماثلة، وحزبه لا يلعب دوراً ملحوظاً فى السياسة الروسية، ولم يحقق حتى الآن أى نجاحات كبيرة فى الانتخابات.
وكان 29 مرشحاً آخر من بينهم ألكسى نافالنى، المنتقد للكرملين، رُفضت ترشحاتهم لسباق الانتخابات الرئاسية، لأسباب إجرائية، ويشمل ذلك مرشحى «الخضر» و«الفوضويين» و«القوميين».
جريجورى يافلينسكى.. اقتصادى مطبع مع الغرب
يبلغ من العمر 65 عاماً، وهو مرشح ينتمى إلى يسار الوسط، يرى أن لديه فرصة حقيقية للفوز، وهو يترشح لانتخابات الرئاسة للمرة الرابعة، وهو رجل اقتصاد. وتعهد فى حال توليه الحكم بتطوير اقتصاد البلاد من جانب، والتنحى عما سماه «المغامرات الجيوسياسية» من جانب آخر. دخل «يافلينسكى» المجال السياسى منذ بداية تسعينات القرن الماضى، وهو مؤسس الحزب الديمقراطى الروسى المتحد، والذى يعرف اختصاراً باسم «يابلوكو»، وظهر فى الانتخابات الرئاسية فى عام 2000 وحصل على المركز الثالث بنسبة سبعة فى المائة. ويتمتع «يافلينسكى» بصورة السياسى صاحب الآراء الليبرالية المؤيدة للغرب، وقد وعد حال فوزه بتطبيع العلاقات مع الغرب، والاعتراف بعدم شرعية انضمام القرم إلى روسيا فى عام 2014، وعقد مؤتمراً دولياً لتحديد الوضع القانونى لشبه جزيرة القرم، وسحب القوات الروسية من سوريا، لكن «يافلينسكى» لا يمكنه الوصول إلى شريحة واسعة من المواطنين.
سيرجى بابورين.. أستاذ القانون
يبلغ من العمر 59 عاماً، وهو مرشح عن حزب «الاتحاد الشعبى العام الروسى» القومى المحافظ، ويشغل منصب كبير الباحثين فى معهد الدراسات الاجتماعية السياسية، التابع لأكاديمية العلوم الروسية، وهو أستاذ فى القانون، بالإضافة إلى أنه أحد مشاهير الحقوقيين فى روسيا، ويركز برنامجه الانتخابى على الجوانب الاجتماعية، حيث تعهد، فى حال توليه السلطة، بإدخال تعديلات دستورية تهدف إلى إنشاء نظام قضائى مستقل وتحقيق مجانية التعليم والخدمات الاجتماعية، وإقرار سلسلة قوانين من أجل ألا يكون اعتماد اقتصاد روسيا على النفط. كان «بابورين» سياسياً محافظاً معروفاً، خاصة عندما تولى منصب نائب رئيس البرلمان فى تسعينات القرن الماضى، ولكنه توارى عن الأنظار فيما بعد، ويدعم حزبه «بوتين» فى السياسة الداخلية والخارجية.
بافيل جرودينين.. رجل الفراولة
يبلغ من العمر 57 عاماً، وهو مرشح عن الحزب الشيوعى، يعمل مهندساً، وهو قطب أعمال شهير فى مجال إنتاج الفراولة، وقد زادت أرباحه على مليونين وربع المليون يورو بين 2011 و2016، بحسب اللجنة الانتخابية الروسية. ويرأس «المؤسسة الزراعية باسم لينين»، ويركز برنامجه الانتخابى الذى يحمل اسم «20 خطوة» على تغيير نهج البلاد الاقتصادى واستعادة سيادة روسيا الاقتصادية بهدف ضمان رفاهية الشعب، وذلك عن طريق إجراء سلسلة إصلاحات اقتصادية واجتماعية. وقد تم ترشيحه بشكل مفاجئ لخوض الانتخابات الرئاسية من قبل الحزب الشيوعى، بالرغم من أنه ليس عضواً فيه، ومن المرجح أن يحقق ثانى أفضل نتيجة بعد «بوتين»، بنحو ستة فى المائة من الأصوات وفقاً لاستطلاعات الرأى التى أجرتها الحكومة، وبالمقابل يتنبأ مراقبون آخرون بأن أداء «جرودينين» سيكون أفضل بكثير، حيث يبدو أن وجهه الجديد ووجهات نظره المعتدلة تلقى الاستحسان لدى الكثير من الروس. وعلى ما يبدو يخشى الكرملين أيضاً من أن يتمكن «جرودينين» من إخماد انتصار بوتين المتوقع، من هنا وعلى ما يبدو هاجمت فى الآونة الأخيرة وسائل إعلام حكومية «جرودينين» بشكل حاد، ليس بسبب تمجيده «ستالين»، بل بسبب حسابات مصرفية أجنبية.