حكاية من قصر رئاسي| الكرملين.. القلعة الروسية في انتظار الرئيس الجديد
على مساحة تبلغ 275 ألف متر مربع، يحيطه جدار ضخم يصل ارتفاعه إلى 25 متر، بتل "بوروفيتسكي" في الطرف الأيسر لنهر موسكوفا ويطل على الميدان الأحمر، شيدّ الحصن المنيع بقلب العاصمة الروسية، في القرن الرابع عشر، ليكون مقرًا للقيصر الحاكم وقتها، ثم تم تجديده في القرن السادس عشر على يد مهندسين معماريين من روسيا وإيطاليا، ليصبح المبنى الأهم والأشهر في تاريخ روسيا الاتحادية لكونه مقرا للرئيس.
القصور الرئاسية.. ربما لم يتسنَ إلا لفئة قليلة زيارة تلك القلاع المحصنة بمختلف دول العالم، التي شهدت جدرانها العديد من الأحداث المهمة في تاريخ البلدان من تحديد مصائر شعوب واختلافات واتفاقيات سرية، لتصبح شاهدا على أمور لم تُروى من قبل، تحملها في طياتها بين الرسوم والنقوش المعمارية المتميزة، ولذلك فلكل قصر رئاسي حكاية خاصة، تتناولها "الوطن" ضمن سلسة "حكاية من قصر رئاسي".
الكرملين.. اسم ذو رنة قوية تعود لاسمه الذي يعني بالروسية "الحصن" أو "القلعة"، ويكتسب مكانة خاصة لدى الروس، حيث يقولون عنه إنه "لا شيء أعلى من موسكو إلا الكرملين، ولا شيء أعلى من الكرملين إلا السماء"، بحسب موقع "روسيا اليوم"، حيث يعتبر مركز القوة الروسية على مدار تاريخها، لكونه يرمز إلى الحكومة الروسية والسلطة بشكل عام، وينتظر القصر المهيب الرئيس الروسي الجديد الذي ستفزر عنه صناديق الاقتراع في الانتخابات الرئاسية الروسية الجارية حاليا.
ويضم مقر الحكم الروسي عدة قصور فاخرة، كانت في الماضي ملكا للقيصر ورجاله، ويحتوي على أكثر من 700 غرفة بتصاميم معمارية مختلفة ومتنوعة، تجري في قاعاته المراسم العامة للدولة، مثل تسلم الرئيس المنتخب الجديد لمهام منصبه، تقليد الأوسمة وتسليم أوراق الاعتماد، بالإضافة إلى خمس قاعات سُميت باسم أوسمة الإمبراطورية الروسية الشهيرة وهي قاعة جورجيوس وأندراوس وألكسندر وفلاديمير وكاترينا.
ويضم القصر أيضا المبنى الحكومي، الذي بُني عام 1961، تحت إشراف كبير المهندسين في روسيا ميخائيل فاسيليفيتش بوسوخين، لإقامة الاجتماعات والمؤتمرات والمهرجانات والعروض المسرحية بما فيها الأوبرا والباليه والحفلات الموسيقية.
وبتعاقب الرؤساء على القصر الملكي، ترك الرئيس الحالي فلاديمير بوتين، بصمته الخاصة داخل التحفة المعمارية، حيث أصبح الكرملين يضم عددًا ضخمًا من الحيوانات النادرة، وهو ما يرجع إلى كونه "رئيسًا محبًا للحيوانات" اللقب الذي اكتسبه بوتين لامتلاكه العديد من الحيوانات الأليفة، وقائمة طويلة من الصور التذكارية مع الحيوانات البرية، تعبر عن حبه الشديد للحيوانات، وعلى رأسهم "كوني" كلب بوتين المدلل، صديقه منذ طفولته، الذي رباه بوتين بنفسه، حيث ظهر معه في عدة مناسبات عامة واجتماعات مهمة.
وانطلقت صباح اليوم وتستمر حتى الثامنة مساءً حسب التوقيت المحلي بروسيا، الانتخابات الرئاسية، ويبلغ عدد الناخبين الروس 109 ملايين ناخب لهم حق التصويت داخل البلاد، بأكثر من 97 ألف مركز اقتراع، في حدث ضخم جذب أنظار العالم أجمع، حيث يتنافس بها 8 مرشحين من بينهم الرئيس الحالي بوتين، ويتطلب الفوز أن يحصد المرشح عدد "50%+1" من الذين أدلوا بأصواتهم، وحال عدم حصول أي مرشح على هذا العدد، فإن المرشحين الاثنين المتصدرين للنتائج، يتقدمان إلى الجولة الثانية، التي تنظم بعد ثلاثة أسابيع من إعلان النتائج، وفقا للدستور الروسي.