«صلاح» ابن «الطور»: المشروعات الكبيرة وفرت لنا شغل.. نخلص واحد نشتغل فى التانى
صلاح أبوالحديد
أمام أسياخ الحديد بالصحراء، كان يجلس على الأرض فى فترة راحة مع شمس الظهيرة التى لا تهدأ حرارتها، ويسطع نورها منذ ساعات الصباح الأولى، صلاح أبوالحديد، أحد أهالى الطور، ومساعد مسلح بالمشروع، يتبع إحدى شركات المقاولات المشاركة. «من النجمة» يبدأ «صلاح» البالغ من العمر 25 عاماً، عمله بالموقع، ورغم ملابسه التى تغطيها الرمال، ووجهه الذى يتصبب عرقاً، لكنه سعيد بالعمل فى مشروع جامعة «الملك سلمان» بمدينته (الطور)، ويقول: «إحنا كان عندنا فى جنوب سيناء كلها مفيش جامعة واحدة ندخلها، كنا بنعانى عشان ندخل جامعة قريبة لينا، لكن جامعة سلمان هتوفر علينا كتير، وكمان فيها تخصصات جديدة، واللى عرفته إنها هتستقبل كمان طلاب من محافظات مختلفة لكن الأولوية لأهلها طبعاً ودى حاجة ادّتنا أمل كبير فى اللى جاى، غير إنى بابنى جامعة لولادى بإيدى».
يشعر «صلاح» بالفخر بأنه أحد عمال مشروع «الجامعة»، رغم معاناته هو وزملائه العمال بالمشروع: «زى أى شغل بيبقى فيه تعب، بس هنا بزيادة عشان الناس هنا مش بتهزر، كله عارف بيعمل إيه، وبيبقى بتوقيت زمنى، لكن يكفينى إنى شغال فى مشروع قومى هيفيد بلدى وأهلى وولادى، كل حاجة فى أولها صعبة، لكن العبرة بالنهاية، كفاية إن كل واحد فينا هيلاقى مكان يدخل عياله فيه يدرسوا ويطلعوا حاجة كويسة تفيد بلده ونفتخر بيهم».
الناس هنا مش بتهزر ويكفينى إنى شغال فى مشروع قومى هيفيد بلدى
«عدم وجود تغطية جيدة لشبكات المحمول والعمل ليل نهار دون راحة»، جزء من ظروف معيشية صعبة يعيشها «صلاح» وكتائب عمل المشروع بالموقع، ورغم هذه الصعوبات فإن أغلبهم يتحملون بهدف تحقيق الحلم فى «حصول أهلهم وولادهم على تعليم أفضل بالجامعة»، يقول «صلاح»: «عندى ولدين، وكنت شايل هم تعليمهم قدام لما يكبروا ويدخلوا جامعة، فلما سمعت عن مشروع جامعة الملك سلمان رُحت وقدمت على شغل فى جهاز المدينة عشان يبقى عندى مصدر رزق ومكان أبقى بنيته بإيدى لعيالى يتعلموا فيه»، وتابع: «بحلم باليوم اللى الجامعة فيه تخلص وأشوفها واقفة على الأرض، لأن هكون سبب فى كل طالب ييجى يتعلم هنا، وكمان هيكون إنجاز فى حياتى أفتخر إنى عملته بإيدى».
«الشجاعة والتحدى والقوة والفخر»، ظهرت فى حديث «صلاح»، ابن الطور، عن عمله بمشروع جامعة «الملك سلمان»، وهو يؤكد أنه سعيد بالعمل فى المشروع الضخم منذ بدايته قبل 6 أشهر، فحسب قوله فإن إنجازات المشروعات القومية تحقق أكثر من فائدة، خاصة أنه عمل أيضاً فى عدة مشروعات قومية سابقة، من بينها تطوير عشوائيات الغردقة وشرم الشيخ: «الفائدة الأولى أنها بتعمر وبتصلح وبتبنى مصر، والفائدة التانية أنها بتساعد ناس غلبانة محتاجة فرصة عمل والمشروع بيوفر ليهم الشغل والمسكن وأكلهم وشربهم، خاصة أن السوق واقفة شوية، وبكده معظم العمالة بتروح على المشروعات الكبيرة اللى بالشكل ده، وبيخلص مشروع بندخل فى مشروع تانى، مفيش حاجة بتقف».