ستاد القاهرة.. افتتحه ناصر وعبود ليجمع السيسي والبشير بعدها بـ58 عاما
الرئيس السيسي والرئيس السوداني
"عاشت مصر حرة والسودان.. دامت أرض وادي النيل أمان"، هكذا تغنى موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب في خمسينيات القرن الماضي بأنشودته رددها أبناء الشعبين المصري والسوداني بعده، وظل النيل الرباط المقدس بين الجارتين، في المحنة قبل الفرج، وهو ما أكد عليه قادة الشعبين في كلمتهما بـ"يوم الأسرة المصرية" على أرض إستاد القاهرة، ليعيد السيسي والبشير، اليوم، للأذهان مشهد حضور عبدالناصر والفريق إبراهيم عبود الرئيس السوداني آنذاك على أرض أعرق إستاد رياضي في مصر، منذ 58 عاما.
يوم الأسرة المصرية، الذي جمع أبناء مصر والسودان بالصالة المغطاة في إستاد القاهرة، وأكد فيه الرئيس السوداني عمر البشير على متانة العلاقات بين البلدين، التي أجملها في عبارة واحدة: "قوة مصر هي قوة للسودان، وقوة الخرطوم قوة للقاهرة"، ليبادله السيسي بكلمات تصدق وتوثق على العلاقة التاريخية بين الشعبين: "مصر والسودان يجمعهما تاريخ مشترك، وعلاقات نسب ومصاهرة، وجعلنا الأمر أشبه بشعب واحد في وطن واحد، ولا أبالغ عندما أقول أن ما يجمع الشعبين المصري والسوداني رباط مقدس سيستمر حتى يرث الله الأرض وما عليها، ولعل نهر النيل العظيم هو الرمز الأكبر لتلك العلاقة، ومن هنا أؤكد أن قناعة مصر هي أن استقرار السودان، جزء لا يتجزأ من مصالح وأمن واستقرار مصر"، ليمحيا من الأذهان أي شوائب أو خلافات، ويبعثا برسالة حب قوية، جاءت في نهاية زيارة البشير إلى القاهرة، والتي اتفقا فيها الرئيسان على العمل المشترك للحفاظ على الأمن القومى للبلدين.
لم تتوقف التأكيدات خلال القمة على عمق العلاقة فحسب، بل أعلن الرئيسان في مؤتمر صحفي مشترك اليوم، اتفاقهما على تفعيل الآليات المشتركة المتعددة بين البلدين، ومن بينها اللجنة الخاصة بتعزيز التجارة، والهيئة الفنية العليا المشتركة لمياه النيل، وهيئة وادى النيل للملاحة النهرية، واللجنة القنصلية، واللجنة العسكرية، ولجنة المنافذ الحدودية، وآلية التشاور السياسي على مستوى وزيري الخارجية، ولجان أخرى عديدة تعمل على تذليل أية صعوبات أو تحديات أمام تلك العلاقة الأخوية العميقة.
الأجواء الترحيبية، والاحتفالية، التي شهدتها زيارة البشير إلى القاهرة، هي ذاتها ما شهدته زيارة الرئيس السوداني الأسبق، الفريق إبراهيم عبود، إلى القاهرة في ذكرى ثورة يوليو، وتحديدا في 23 يوليو عام 1960، فاصطحب الرئيس الراحل جمال عبدالناصر نظيره السوداني وقتها، خلال حفل افتتاح استاد القاهرة وسط حشود جماهيرية كبيرة وهتافات تهز أركان الإستاد الأكبر في الشرق الأوسط وإفريقيا حينذاك، ليكون الرئيس السوداني أول رئيس لدولة أجنبية يجلس على كراسي الاستاد العريق، بحضور نواب الرئيس وعددًا من الوزراء، وكبار رجال الدولة.
وتظهر اللقطات الأرشيفية للاحتفال، مدى الود والحب الذي جمع الزعيمان، حيث جلس عبود إلى جوار ناصر، وشاهدا سويًا الاحتفالات التي قامت بها الفرق العسكرية والفنية بأرض الاستاد، وتسلما ميداليات تذكارية من كمال الدين حسين رئيس الوزراء سابقًا، بمناسبة هذا الحدث الرياضي العظيم.