رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

سجينات القناطر مع أطفالهن.. "فرحة لقاء ورهبة فراق"

كتب: آية المليجى -

08:36 م | الإثنين 19 مارس 2018

حفل عيد الأم في سجن القناطر

عقارب الساعة تشير للسابعة صباحًا، تستعد نور جمال، لإزالة الأقفال الحديدية من زنزانة ضاقت عليها، مستعدة للخروج إلى ساحة التريض لممارسة تمارين رياضية تفرغ فيها ما تحمله من مرارة الليالي التي تقضيها مع طفلتها.

7 أعوام، هي مدة العقوبة التي قضت المحكمة عليها بها، لاتهامها بجريمة شروع في القتل، لم تمض سوى عدة أشهر حيث وضعت طفلتها، داخل مستشفى سجن القناطر.

عاشت السجينة الثلاثينية مشاعر الأمومة مع طفلتها الصغيرة التي تلقت رعاية واهتمام من مستشفى السجن "هنا كل حاجة متوفرة، من لبن الأطفال والحفاضات والأكل بتاعهم".

طيلة النهار هو الوقت الذي تعيشه الأم مع طفلتها خارج العنبر الذي تمكث به مدة عقوبتها، تبدأ في ممارسة أنشطتها المختلفة من إعداد الطعام مع زميلتها في المطبخ، وغسيل ملابسها.

مع قدوم الساعات الأولى من الليل تذهب السجينة مع طفلتها داخل العنبر المخصص للسجينات قاضية الساعات المتبقية من يوم لم تختلف تفاصيله عن سابقيه، فسرعان ما تعود أحزانها، ورغم مرور الأيام إلا أن خوفها يزيد حينما تفكر في ذهاب طفلتها إلى إحدى جمعيات السجن بعد إتمام عامها الثالث.

مناسبات مختلفة يحرص قطاع مصلحة السجون على مشاركة النزيلات بها، تفعيلًا  لبرامج التأهيل والدمج في المجتمع مرة أخرى، منها مناسبة عيد الأم، حيث حرصت قطاع مصلحة السجون على إقامة الاحتفالية هذا العام وسط عدد من الفنانات والمطربين "قضينا يوم حلو وحسينا بالعيد مع أطفالنا".   

منذ 6 سنوات قضت إحدى محاكم الجنايات في محافظة قنا بمعاقبة "قمر عبدالصمد"، بالسجن المشدد لمدة 25 سنة، في قضية ثأر، ونقلت إلى سجن القناطر الخيرية للنساء لقضاء أول أربع سنوات من العقوبة.

شعور بالوحدة والحزن الشديد انتاب السيدة الأربعينية داخل جدران سجن القناطر، حتى قطعهما آلام المخاض بعد عدة أشهر ووضعت طفلتها الصغيرة، اختارت أن تسميها "رحمة"، متمنية أن تنال نصيبًا من اسمها.

3 سنوات لعبت فيهم الطفلة دور الأنيس لوالدتها، وتم نقلها بعد ذلك إلى جمعية "بلادي" بمنطقة المعادي، متلقية الرعاية والتعليم بالجمعية، وعادت قمر إلى سجن قنا لقضاء العقوبة المتبقية، وازداد عذابها بحرمانها من رؤية طفلتها التي ظلت بالجمعية.

دموع وتوسلات كثيرة أطلقتها قمر من قلبها الذي طاق شوقًا لرؤية طفلتها، وكانت الإجابة في حفل عيد الأم، بعدما سمح اللواء الدكتور مصطفى شحاته، مساعد وزير الداخلية لقطاع مصلحة السجون، بحضور الأم لسجن القناطر الخيرية حيث الحفل، وتمكنت من رؤية ابنتها.

دموع تسابقت في النزول من أعينها غير مصدقة رؤية ابنتها، التي حرمت منها لمدة عامين "حسيت اني اتولدت من جديد لما شفتها".  

"بتعرف تكتب اسمي" مفاجأة سارة تلقتها الأم حينما رأت ابنتها تمسك القلم بين أصابعها الصغيرة وتكتب اسمها، حيث تتلقى الطفلة تعليمها داخل المؤسسة، وهو ما جعل الأم تحرص على بقائها بداخلها رغم وجود أشقائها الثلاث "عاوزها تكمل تعليمها ومتنورة".

"نفسي بنتي تتنقل لمؤسسة الأقصر عشان أعرف أشوفها" الأمنية التي تريد السجينة الأربعينية تحقيقها حتى تتمكن من رؤية ابنتها التي تمكث في إحدى الجمعيات بالمعادي.