صحف عالمية: الجيش المصرى فى حرب مفتوحة مع الإرهاب
فى أعقاب تفجيرات مبنى المخابرات الحربية فى سيناء رأى عدد من الصحف العالمية أن الجيش المصرى يخوض حرباً مفتوحة مع الإرهاب فى سيناء. وقالت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية إن حوادث سيناء تسببت فى إثارة المخاوف من تصاعد تمرد المسلحين المناهض للحكومة فى المنطقة وإمكانية جذبها عناصر المتشددين من تنظيم القاعدة. وأضافت أن حادثى التفجير فى سيناء يحملان بصمات تنظيم القاعدة، مرجحة أن يكونا من تنفيذها أو تنفيذ جماعة إسلامية أخرى تحمل نفس أجندتها الإرهابية، إذ إن الانفجارات مدبرة بعناية فائقة ومتزامنة مع الذكرى السنوية لهجمات 11 سبتمبر فى الولايات المتحدة أكبر عمليات «القاعدة» فى تاريخها. وأوضحت الصحيفة أن خبراء الأمن أعربوا عن قلقهم من أن تشهد مصر زيادة فى مثل هذه الهجمات خاصةً بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسى، وأكدت أن أحد أهداف هذه الهجمات هو إحراج الجيش المصرى بتقويض ادعاءاته الخاصة بإحكام قبضته على سيناء بعد قيامه بتنفيذ أكبر عملياته العسكرية ضد الميليشيات المسلحة هناك. وأضافت الصحيفة أن العسكريين قد يضغطون من أجل تجديد حالة الطوارئ التى أُعلنت فى الشهر الماضى. وربط موقع شبكة «فرانس 24» بين هجمات الجماعات الجهادية والتكفيرية المتزايدة على قوات الأمن فى سيناء والإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسى فى يوليو الماضى وفض اعتصام أنصاره، مؤكدة أن الجماعات السلفية المسلحة التى يدين بعضها بالولاء لتنظيم القاعدة تتمركز فى شمال سيناء التى يشكل البدو غالبية سكانها والتى تشهد أيضاً عمليات تهريب من كل نوع على طول الحدود مع إسرائيل. وفى السياق نفسه، وصف موقع إذاعة «صوت أمريكا» سيناء بأنها خطر متزايد يهدد أمن مصر، مؤكداً أن حادثى التفجير جاءا كرد مباشر من الجماعات الإرهابية لشن الجيش المصرى حملة ضدهم، وأن المنطقة كانت، حتى قبل الثورة المصرية، ومازالت، قاعدة لتهريب المخدرات والأسلحة والاتجار بالبشر وأنشطة واسعة من المتشددين. ونقل الموقع الأمريكى عن خبراء استراتيجيين مخاوفهم من قدرة هذه الجماعات الخارجة عن القانون على تهديد الاستقرار الإقليمى واتفاقات السلام المصرية الإسرائيلية والأمن القومى المصرى بأسره.
من جانبها، قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية إن الهجمات فى شبه جزيرة سيناء هى جزء من التصعيد الحاد فى وتيرة العنف بين الإسلاميين المتشددين والجيش المصرى، فالجماعات الإسلامية التى تعمل فى سيناء منذ سنوات لا تخفى أنها تشن حرباً ضد النظام المصرى الذى أطاح بمرسى عن طريق هجماتها على نقاط التفتيش العسكرية والشرطة فى المنطقة.