«حسين» سائق لودر: «مهمتى تقليب أرض الممر وإعدادها لسباق الجِمال»
«حسين» يشرح لمحررة «الوطن» طبيعة عمله بالمشروع
يطغى صوت «اللودر» عالياً، تعكس واجهته الزجاجية أشعة الشمس، التى لم تهدأ نارها ونورها منذ ساعات الصباح الأولى رغم تزايد حركة الهواء، يصعد حسين أحمد عتبات اللودر العالى، شاب فى الثلاثين من عمره، يبعد عن وجهه حبات الرمال التى تتطاير بقوة فى كل مكان، ويبدأ فى العمل على سيارته الضخمة لتقليب وجرف الأرض، تمهيداً لتسويتها من سيارة الهراس التى تعمل خلفه، ويقول: «المفروض أنا أول خطوة وبعدى عربية الهراس ورش الميّه، أنا اللى بقلب الأرض فى الأول اللى هو الممر اللى هتتسابق فيه الجمال، وبعدى عربية هراس اللى بتسوى الأرض، وبعدى بتشتغل عربية رش الميّه وكلنا بنبقى ورا بعض».
ببشرته السمراء التى صبغتها الشمس، يجلس «حسين» على كرسى سيارته اللودر، الذى يبلغ عرض مكان الجلوس فيه متراً تقريباً، يبدأ فى عمله، وهو يحكى عن يومه قائلاً إنه يصحو من نومه فى تمام الساعة 5 فجراً، حيث يسكن بشرم الشيخ، ويركب مع زملائه فى الأوتوبيس الخاص بالشركة، حيث يصل إلى موقع المشروع فى تمام الساعة 6 صباحاً، وينتهى من عمله بعد 10 ساعات عمل متواصل، تتخللها ساعة واحدة للراحة، حتى يركب أوتوبيس العودة، مضيفاً: «طريق الرجوع من هنا صعب، لأن الدنيا بتبقى ضلمة والطريق بيكون ضلمة وصعب جداً، بس اتعودنا خلاص».
يفتقد «حسين» تمضية الوقت مع أسرته الصغيرة، حيث لا يحصل على إجازة أسبوعية، سوى 3 أيام آخر الشهر، ويضطر فى كثير من الأحيان أن يعمل فيها أيضاً، تبعاً لمتطلبات العمل، وسرعة إنجاز المشروع، كما يضطر أحياناً للعمل ساعات إضافية: «عندى ولادى حمزة ولمياء بيوحشونى جداً لما ما بنزلش فى الإجازة، لكن كله يهون عشان أكل العيش لأن كله ليهم برضو، وأنا باحسبها لو تعبت دلوقتى فى شبابى أكيد ربنا هيكرمنى بعدين، خصوصاً لما أشتغل فى حاجة ليها قيمة وحاجة كبيرة».