أكثر جزيرة تلوثًا في العالم ولا يسكنها البشر، تسمى جزيرة "هندرسون" النائية الصغيرة، والواقعة في جنوب المحيط الهادئ، وبالتحديد في منتصف الطريق تقريبًا بين نيوزيلندا وشيلي، وهي واحدة من 4 جزر تشكل مجموعة "بيتكيرن".
في عام 1789، سعى متمردون إلى الحصول على مكان آمن، فذهبوا واستقروا في جزيرة من ضمن مجموعة "بيتكيرن"، وتقع على بعد 190 كيلومترًا من "هندرسون"، وهي الجزيرة المأهولة الوحيدة في المجموعة، وجزيرة "هندرسون" لا أحد يعيش بها، وهذا بعيداً عن الزيارة التي يقوم بها العلماء من حين لآخر، ويكاد ألا يوجد أي سياح هناك، حسب موقع "amusing planet".
والغريب أن جزيرة "هندرسون" ليست بمنأى عن التأثير البشري، بالرغم من أنه لا يسكنها بشر، فالشواطئ الرملية بها ملوثة بالقمامة، وشباك الصيد والعوامات وزجاجات المياه الفارغة وقطع كبيرة من البلاستيك.
ويقدر الباحثون أن هناك حوالي 38 مليون قطعة من البلاستيك يبلغ وزنها الإجمالي 18 ألف كجم موزعة حول الواجهة البحرية للجزيرة، وغالبية الحطام الموجود أو حوالي 68% مدفون تحت الرمال، وغير مرئي حتى الآن.
يحتوي كل متر مربع من شواطئ "هندرسون" على ما بين 20 و670 قطعة من البلاستيك على السطح، و50 إلى 4500 قطعة مدفونة حتى عمق 10 سنتيمترات، ويقذف المحيط حوالي 3750 قطعة جديدة من القمامة على الشاطئ الشمالي للجزيرة كل يوم، وإذا كانت هذه التقديرات صحيحة، فربما يكون لدى جزيرة "هندرسون" أعلى كثافة من التلوث البلاستيكي في العالم.
تتبعت جينيفر لافرز، العالمة في جامعة "تسمانيا" الأسترالية، مصدر الحطام في جزيرة "هندرسون" أرجعته إلى 24 دولة مختلفة، وبمجرد أن يتدفق البلاستيك على الجزيرة، يجعل انبعاث أشعة الشمس فوق البنفسجية من البلاستيك هشًا، وينقسم إلى مئات أو حتى آلاف القطع، وبعضها يصل حجمه إلى أقل من 2 مم، ويصبحوا مدفونين في الرمال، ويتحولوا لجزء دائم من الجزيرة.
وأعلنت الأمم المتحدة عن مكان الجزيرة كموقع تراث عالمي في عام 1988، وما زال موقع هيئة "اليونسكو" على الإنترنت يصف الجزيرة بأنها "واحدة من الجزر المرجانية القليلة في العالم التي لم تتأثر بيئتها عمليًا بالوجود البشري".
تعليقات الفيسبوك