خديجة عذراء بعد الـ50 تحلم بمهاتفة الرئيس: "حلمي الأخير"
الانتخابات
استيقظت مع نسمات الصباح الأولى، ثم استقلت أول أتوبيس من أكتوبر لمدرسة القومية العربية الابتدائية بالسبتية ببولاق أبو العلا للإدلاء بصوتها في الانتخابات الرئاسية، وقفت خديجة عبد العليم ابنة الخمسين في الصف الأول تهتف باسم مصر والرئيس السيسي وتطلق الزغاريد من تحت نقابها، وبين يديها علم مصر بألوانه الثلاثة على شكل قلب يتوسطه نسر وصورة لبطاقة مستعارة للرئيس.
"قعدت شهرين أخيط فيه على إيدي"، لم يسبق لها الزواج لتصبح آنسة بعد إتمام عامها الـ55، مريضة بالقلب تشكو من ضيق في الشريان التاجي، سخرت حياتها بأكملها لمساندة الرئيس وتحفيز الناس على النزول للانتخابات: "صايمة النهاردة ونزلت من 7 الصبح عشان اشارك وهفضل قدام اللجنة لحد إعلان النتيجة"، تعشق الرئيس وتتابع كل لقاءاته، لا يكف لسانها عن الدعاء له، وتتشبث ابنة الخمسين بأمنية أخيرة لها في الحياة وهي مهاتفته ولو لمرة واحدة لها، دفعها شغفها لإرسال الكثير من الخطابات في البريد لكنها لم تصل علي: "كتبتله جواب فيه رقم تليفوني وطلبت من الرئيس اسمع صوته بس موصلش".
"ربنا يحبب فيه الرب والعبد وحصى الأرض" دعوة صادقة خرجت من قلبها العليل ودموعها تنزف فرحا من عينيها على أمل أن تصل رسالتها، تتوسط السيدات وتقود الهتاف على أنغام الأغاني الوطنية: "اتحرمت من إني اكون أم بس ربنا عوضنا برئيس شايل هم الغلابة".
لم يكن حبها وتأييدها للرئيس شيئا عاديا بل وضعت صوره في ركن بغرفتها تصحى وتغفو ولسانها يدعو له ولشهداء الوطن: "لما بشوفه بيكرم أمهاتهم بفضل أعيط كأنهم ولادي". وحيدة في الحياة تعيش مع شقيقتها الأكبر، ليس لها أحلام سوى مهاتفة الرئيس: "هفضل ابعتله جوبات لحد ما يكلمني".