مغتربون بين الانتخاب والجهل بقواعد التصويت: هنحاول لآخر وقت
ماهر عبدالعزيز
لظروف عمل أو إقامة لسنوات طالت أو قصرت وبسبب مرافقة فجائية لمريض، أسباب أتت بمواطنين المحافظات إلى محافظتي الجيزة والقاهرة، ساعين رغم ظروفهم إلى الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية، ولكن عدم معرفتهم بالخطوات التي أعلنتها الهيئة الوطنية للانتخابات للمغتربين حالت بينهم وبين المشاركة في العرس الديمقراطي.
نعمة أبو الفضل جاءت رفيقة لحالة مريض من أقاربها محجوز في القصر العيني، طاقت لجان محافظة الجيزة للبحث عن لجنة تنتخب بها وهي من مدينة العياط التي تبعد عدة كيلو مترات عن نطاق وجودها الحالي.
ترغب "نعمة" في انتخاب الرئيس عبدالفتاح السيسي ولكنها لا تملك العودة لمدينتها خلال أيام الانتخاب، معبرة عن حزنها لفوات تلك القرصة عليها "كان نفسي انتخبه لكن معرفش فين الشهر العقاري ده".
7 خطوات تبدأ بتقديم الناخب طلبًا لتسجيل بياناته في مكاتب التوثيق والشهر العقاري أو المحكمة الابتدائية الواقعة بنطاق وجوده، كانت تجهلها صلاة النبي محمد، التي تعيش في مدينة الكُنيسة بالجيزة منذ 8 سنوات وتتبع بطاقة رقمها القومي مدينة القناطر الخيرية بمحافظة القليوبية والتي كانت تعيش بها برفقة زوجها قبل الانتقال للجيزة "كان المفروض يخلونا في أي مكان عادي أو يقولونا من قبلها نروح فين".
عشرات الحالات تلقى تساؤلاتهم شابان يمكثان داخل استراحة بميدان الجيزة تابعة للجمعية التعاونية الانتاجية الصناعية الهندسية بالجيزة، والتي نزل موظفيها في نقاط مختلفة لمساعدة الناخبين في معرفة أماكن لجانهم، فيقول أحمد أكرم، إن ما يزيد عن 100 مغترب دخلوا إليهم يسألونهم عن مكان لجنتهم ليتفاجأوا بأنهم كان من المفترض أن يذهبوا للشهر العقاري، مشيرا إلى أن أغلب المغتربين من محافظات الصعيد (الأقصر، المنيا، بني سويف، قنا، أسوان)، وكذلك من محافظات أخرى كالشرقية والغربية.
الأمر نفسه تكرر مع عبير محمد، التي تتبع بطاقتها محافظة الأقصر، وهي تسكن في القاهرة مع زوجها منذ عامين، مبدية توجهها إلى الاستسلام لعدم معرفتها بالأماكن هنا، على عكسها "عبدالناصر" الذي يصمم على الانتخاب رغم مجيئه إلى منطقة المنيب في مهمة عمل سوف تنتهي الجمعة المقبلة، ولن يستطيع خلال تلك الفترة التوجه إلى سوهاج حيث يقطن للإدلاء بصوته في الانتخابات، ورغم تحفظه على عدم توضيح ذلك للمغتربين وتسهيل الإجراءات لهم إلا أنه لم يهدأ غير بمعرفة مكان الشهر العقاري بالجيزة الذي يبحث عنه منذ اليوم الأول للانتخابات "هحاول لحد ما انتخب".
البعض الآخر، قرر اتباع التعليمات التي أرفقتها الهيئة الوطنية للانتخابات بشأن المغتربين ومنهم ماهر عبدالعزيز محمد، صاحب الـ46 عامًا، حيث مسقط رأسه مركز ملوي بمحافظة المنيا، ويعمل في إحدى الشركات بمنطقة الهرم، وذهب إلى الشهر العقاري وسجل بياناته بها قبل بدء الانتخابات، واستطاع الإدلاء بصوته في مقر لجنته بمدرسة الشهيد النقيب محمد محمود عبدالعزيز بمنطقة الهرم، بصحبة بعض زملائه العاملين في إحدى الشركات الخاصة، وحرص على مهاتفة زوجته وابنه ليؤكد عليهم النزول والمشاركة في الانتخابات الرئاسية.
وانطلقت الانتخابات الرئاسية، أمس، وتستمر لثلاثة أيام، يتنافس فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس حزب "الغد" موسى مصطفى موسى.
ويحق لـ59 مليونا و78 ألفا و138 ناخبا، الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية لعام 2018، وهم إجمالي الناخبين المقيدين في الكشوف الانتخابية، ويشرف على العملية الانتخابية 18 ألفاً و620 قاضياً من 4 هيئات قضائية، على 13 ألفاً و706 لجان فرعية بجميع المحافظات، و110 آلاف موظف إداري وسط إجراءات أمنية مشددة. وحددت الهيئة الوطنية للانتخابات، برئاسة المستشار لاشين إبراهيم، الثاني من أبريل لإعلان نتيجة الانتخابات.
وفي حال أسفرت النتائج عن الحاجة لإعادة، ستجرى انتخابات في الفترة من 19 إلى 21 من أبريل بالنسبة للمصريين في الخارج، وفي الداخل ستجري الإعادة من 24 إلى 26 أبريل، وتعلن النتيجة النهائية في الأول من مايو.