بريد الوطن| بطولة سائق تاكسى وطيور الظلام
سائق تاكسي
يسير عم إبراهيم بالتاكسى الذى اشتراه مؤخراً ليعاونه على متطلبات الحياة بمال زوجته التى ضحت بحليها ليشتريه كمساعدة مع وظيفته التى يعمل بها فى الصباح، يتمنى لو أن يشترى لزوجته الفستان الذى وعدها به قبل خطوبة أختها التى أوشكت أن تتم قبل أن يوفر المبلغ المطلوب بسبب بيته الذى ينهل ما يكسبه ولا يرويه شىء، فى ظل هذا الغلاء، وأن تكون السماء مفتوحة حينما دعت له والدته (ربنا يبعد عنك الوحش ويرزقك برزقهم وتعود مجبور الخاطر) يسير ولا أحد يشاور لا أجنبى ولا مصرى فى مدينة الأقصر، وقد مضى نحو ربع ساعة ليوقفه اثنان فيدب الأمل فيه «على المهرجان يا أسطى» ليتأكد أنهما مصريان حامداً الله، يصل التاكسى وينزل عم إبراهيم ليحمل الحقيبة التى وضعها الراكب فى العربة لعله يفوز ببعض البقشيش، رغم عدم كبر حجمها، ينظر أحدهما فى وجهه محاولاً أخذ الحقيبة قائلاً «خليك فى حالك» يركب التاكسى ويظل واجماً يتذكر بناته وأمه، ينظر إليهما وقد اقتربا أن يدخلا إلى التجمع، يذهب السائق إلى أحد الضباط مسراً له بشىء ما، ينتقل الضابط إلى أحدهما ويوقفه ويفتشه، يهرول الآخر مسرعاً محاولاً الاقتراب من التجمع، يسير وراءه عم إبراهيم بالتاكسى مطارداً له، لتدوى أصوات انفجار هذا الشخص، الذى كان يرتدى حزاماً ناسفاً، ويكرم السائق من قبل الدولة، مع مكافأة كافية لتحقيق ما حلم به فى هذا اليوم، متذكراً دعوة أمه الحنون.
أحلام عبدالصمد فريج- محافظة البحيرة
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
bareed.elwatan@elwatannews.com