في صفوف الناخبين.. "الجارة" عكاز "أسطى عابد" على الوحدة والصمم
"عم عايد" إلى جوار جارته عقب الإدلاء بصوته
توسط صفوف الناخبين، وقف بثبات بعدما أتم عامه الـ73 يستقبل الضجيج والزغاريد بسكون خالي من الصوت ترافقه أمام اللجان جارته منذ 40 عامًا، منى عز الدين؛ التي تتولى رعايته منذ رحيل والدته قبل عامين، يعتبرها الأصم عايد عبده عابد، الحياة وما فيها، عالمه الذي يحتمي فيه من أعين الناس.
قرر ابن السبعين، النزول للإدلاء بصوته بعدما أخبرته "منى" وشرحت له جميع التفاصيل المتعلقة بانتخابات الرئاسة عن طريق لغة الإشارة التي تعلمتها بالممارسة من أجله: "عرفته مين رئيسنا، وحكيتله، تحمس للنزول".
يعيش "عابد"، في بيت الجارة الذي ورثته عن أمها دون مقابل ترعاه بشكل كامل "بعمله كل حاجة زي أمه بالظبط"، علاقة خاصة تجمع السيدة الخمسينية بـ"عم عايد"، الذي لا يعلم عن أمور الحياة شيئا تهتم بشئونه وكأنه طفلها الصغير، زرع الله في قلبها محبة له جعلتها ترافقه في كل شيء يتعلق به: "روحت طلعتله بطاقة، وعملتله معاش وضمان اجتماعي".
تربى "عابد" معها في البيت نفسه قبل أن تتزوج وأحبها دونًا عن باقي أخوتها: "كنت طفلة بالنسباله دلوقتي بعتبره ابني"، تتبارك بوجوده في حياتها تطلب منه الدعاء لها ولأولادها وعلى يقين تام بالاستجابة "طاقة قدر ربنا بعتهالي ودعوته مستجابة، ولادي متفوقين وعايشين مرتاحين ببركة دعائه".
تحكي السيدة منى، أن "عم عابد" التحق بمدرسة داخلية وتعلم القراءة والكتابة وحرفة النجارة "كان معلم شاطر بس بطل لما كبر"، يسأل عليه إخوته كل حين وآخر لكنها لا تعتمد علي أحد تأتي له أسبوعيا من منطقة عين شمس لتحضر له طعام الأسبوع وتنظف له مسكنه: "مقدرش أتاخر عنه أبدا كلنا بنحبه".
تتواصل الجارة مع "عم عبد" عن طريق لغته التي يفهمها، يحكي أنه ينتظر منذ فترة أمام باب اللجنة للانتخاب، معبرًا عن سعادته بتواجده، مشيرا بإصبعه نحوها فيما يعني "أنها أخته التي لا يتخيل حياته دونها".
وانطلقت الانتخابات الرئاسية، أمس الأول، وتستمر 3 أيام تنتهي الليلة، يتنافس خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسي، ورئيس حزب "الغد" موسى مصطفى موسى، ويحق لـ59 مليونا و78 ألفا و138 ناخبا الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية لعام 2018، وهم إجمالي الناخبين المقيدين في الكشوف الانتخابية.
ويشرف على العملية الانتخابية 18 ألفا و620 قاضيا من 4 هيئات قضائية، على 13 ألفا و706 لجان فرعية بجميع المحافظات، و110 آلاف موظف إداري وسط إجراءات أمنية مشددة.
وحددت الهيئة الوطنية للانتخابات، برئاسة المستشار لاشين إبراهيم، الثاني من أبريل لإعلان نتيجة الانتخابات، وفي حال أسفرت النتائج عن الحاجة لإعادة، ستجرى انتخابات في الفترة من 19 إلى 21 من أبريل بالنسبة للمصريين في الخارج، وفي الداخل ستجري الإعادة من 24 إلى 26 أبريل، وتعلن النتيجة النهائية في الأول من مايو.