الرزق يحب اللجان.. «الأعلام» بسعر التكلفة: كله فداكى يا مصر
«روفائيل» بائع الأعلام
أينما وجدوا زحاماً، وضعوا أمتعتهم وجلسوا، ربما لا يعنيهم كثيراً ما يحدث حولهم، فالأهم بالنسبة لهم هو تسويق بضاعتهم وتحقيق مكاسب تعوضهم عن الأيام العجاف.. هكذا نقل الباعة الجائلون أنشطتهم التجارية من ميادين وشوارع القاهرة والجيزة إلى مقار اللجان الانتخابية، بعد أن زودوا عرباتهم الخشبية ببضائع تناسب «زبون الانتخابات»، مسليات كاللب والسودانى والترمس، مشروبات كالشاى والعصائر المختلفة، لعب أطفال كالمراجيح والبلياردو والبالونات، بخلاف البضائع الأخرى.. كانت هى صاحبة الحضور الأقوى فى الانتخابات.
«أنا مستنى اليوم ده من 30 يونيو علشان الأعلام تنور المكتبة»، يقولها روفائيل صديق، صاحب مكتبة أمام مدرسة الصديق بالعمرانية، والذى انتظر بداية الانتخابات الرئاسية لبيع أعلام مصر بأسعار رمزية. «روفائيل» أتى بالأعلام من منطقة العتبة لتحقيق مكاسب مادية، وفى الوقت نفسه الاحتفال مع المواطنين، بدليل توزيع بعض الأعلام دون مقابل على الناخبين: «بابيعها بأسعار رمزية علشان الناس تفرح. الانتخابات مابتجيش كل يوم»، كما حاول أن يُقدّم خدمة أخرى للمواطنين بالكشف عن أسمائهم وتحديد مقارهم الانتخابية مجاناً: «كله فدا مصر».
لم يقرر «روفائيل» بيع الإعلام، إلا بعد أن قام بواجبه الوطنى وأدلى بصوته فى الصندوق الانتخابى، حيث توجّه إلى المكتبة وباع الأعلام للأطفال والكبار وسائقى الـ«توك توك»: «الشعب ما بيصدق يلاقى الفرحة. الشارع كله بيهيص، وأول ما بافتح المكتبة باستنفع وهما كمان بيفرحوا». وعن أسعار الأعلام، يقول «روفائيل»: «عندى كل الأحجام، وبابيعها بسعر التكلفة. الصغير بجنيه ونص، والوسط بـ2٫5، والكبير بخمسه جنيه، واللى مش معاه باديه ببلاش». 25 عاماً مضت على «روفائيل» وهو يسكن فى منطقة العمرانية، بعد أن ترك الصعيد مع أسرته من أجل حياة أفضل لأبنائه، واضطر إلى السفر للصعيد للإدلاء بصوته: «لو كان الصعيد فى آخر مصر هاروح برضه علشان أنتخب».