تمتزج روائح العطور مع كلمات أغاني عبدالحليم حافظ، في المحل الضيق، لتخلق حالة من الانتشاء لدى "مدحت" الذي أصبح "عبدالحليم" قبل نحو 15 عامًا، فمنذ ذلك التاريخ أضيفت إلى "حياته البسيطة" مُتعة وصلت إلى حد "الإدمان" في عشق فنان توفي وترك خلفه آلاف المعجبين.
الأمر لا يكلف الكثير من العناء لتحديد محل "مدحت" الأربعيني، الذي غير اسمه إلى عبدالحليم حبًا في "العندليب"، فبين زحام شارع فيصل، يمكن أن تميز محل عطور يداوم على تشغيل أغاني "العندليب"، بينما يتوسطه رجلًا بسيطًا دائم البسمة.
في عام 2003، قرر مدحت تغيير اسمه ليصبح "عبدالحليم" مبررًا ذلك: "حبي ليه ميتوصفش ويصل إلى حد الجنون"، وهو الأمر الذي يظهر جليًا في منزله أو محله الذي بات محاصرًا بصور "العندليب الأسمر"، وانتقل حبه إلى عائلته حيث يقول عبدالحليم أثناء حديثة لـ"الوطن": "بناتي الكبار بيحبوا عبدالحليم جدًا وبيفخروا إنهم يقولوا أنا بنت عبدالحليم".
يحرص عبدالحليم على إحياء ذكرى العندليب كل عام أمام مكان مدفنه ويصنع لافتة على حسابة الخاص مليئة بصوره وصور العندليب مرفقة بأرق الكلمات الحب والتخليد: "العندليب يأتي له محبين لإحياء ذكراه من جميع أنحاء العالم.. إزاي إحنا مانكرموش أحسن تكريم"، ويرى صاحب الـ 44 عامًا أن ذلك أمر طبيعي لفنان عظيم أثر الملايين بفنه وكان صورة مشرفة لمصر وثقافتها – على حد قوله- هو أضاف للفن كثيرًا.
ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل يصنع عبدالحليم بيده ومن دخله الخاص 1000 زجاجة عطر حتى يوزعها في ذكرى العندليب على كل جمهور ومحبي عبدالحليم: "مش خسارة فيه حاجة".
تعليقات الفيسبوك