كاتدرائية "مارجرجس" بطنطا تشهد "حد السعف" الأول بعد تفجيرها
في الوقت الذي كانت تعلو فيه أصوات الاحتفالات والابتهالات، بينما يؤدي المصلون صلاة "أحد السعف" أو "الشعانين"، بين التماثيل والصور الضخمة للسيد المسيح والعذراء مريم، توقفت الأجراس فجأة إثر الانفجار الغادر، الذي هدم الاحتفالات تحت أنقاض الجثث وكاتدرائية الشهيد العظيم مارجرجس بطنطا، داخل المبنى الأثري المقدس، الذي احتضن ملايين المسيحيين بمدينة طنطا، على مرّ ما يقرب من قرن، وأسفر عن استشهاد 21 شخصًا، وإصابة 41 آخرين، في 9 أبريل الماضي.
وتمر اليوم الذكرى الأولى لضحايا كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس بطنطا، حيث يعيد أهلها ذكراهم، في احتفالهم بـ"أحد السعف"، حيث نشرت صفحة الكنيسة عبر موقع "فيس بوك" تدوينة فيها: "يوم استشهادهم لازم يكون يوم فرح، مينفعش يبقى يوم حزن لأنه يوم وضع أكاليل الاستشهاد على رؤوسهم غير أنه يوم عيد سيدي كبير، لازم منسمحش لعدو الخير أنه يخلينا نحزن ونكتئب في يوم عظيم زي دا، طبعا لينا مشاعر بشرية ومنظر الدم والأشلاء لسه قدام عنينا، ولكن المسيح قام، وحول حزننا لفرح، حول الآلام لسعادة ومسره وبهجة".
وكانت أعمال إعادة الترميم والبناء، إثر الانفجار بدأت منذ عدة أشهر، حيث أهتم الأهالي بمساعدة القائمين على تجديد الكنيسة ونشر الصور عبر صفحتها الرسمية خلال موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، لتدق أجراسها لأول مرة بعد الحادث الإرهابي في 2 ديسمبر 2017.
"الكل اجتمع في عشقك يا كنيسه الأمير والشهداء".. بهذه الكلمات نشرت الصفحة العديد من الصور لأعمال الاستعدادات داخل الكنيسة التي شارك فيها الأطفال والكبار من المسيحيون بسعادة شديدة، في ذلك الوقت.
كاتدرائية الشهيد العظيم مارجرجس بطنطا.. من أكبر كنائس طنطا وأقدمها، حيث أصدر الملك فؤاد مرسوما ملكيا خصيصا لبناء الكنيسة في العام 1934، على أرض مساحتها فدانين، وبلغت قيمتها حينذاك 730 جنيها مصريا، وشيّدت في العام 1939 من الخشب، ليصادف أن تكون أولى الصلوات بها يوم أحد السعف أيضا، ليتكرر مشهد الغدر في نفس الوقت بعد مرور 78 عاما، بحسب ما أورده الموقع الإلكتروني للكاتدرائية.
وظلت الكنيسة خشبية لمدة 15 عاما فيما بعد، حتى وضع نيافة المطران الأنبا توماس مطران البحيرة والغربية وكفر الشيخ حجر الأساس للكاتدرائية، في 11 سبتمبر 1940، إلا أن العمل بها توقف نتيجة الحرب العالمية الثانية التي عصفت بالجميع، وفي 1952 كُرست الكنيسة بواسطة نيافة المطران الأنبا يوأنس مطران الجيزة والقليوبية وقويسنا، والمطران الأنبا بنيامين مطران المنوفية، والمطران الأنبا مكاريوس أسقف دير البرموس، وتم شراء أجراس الكنيسة في عهد المطران الأنبا إيساك مطران الغربية والبحيرة عام 1961.
وشهدت الكاتدرائية العديد من الأحداث، وبخاصة مراحل التطوير، حيث استبدل الأنبا بولا أسقف طنطا مكان الكنيسة الخشبية القديمة ببناء للشباب وحضانة للأطفال ومبنى جديد من طابقان الدور الأرضى، قاعة كبيرة متعددة الأغراض، والدور العلوي قاعة مسرح للعروض السنوية للأطفال وشباب الكنائس، وتوجد مكتبة ضخمة بها للاطلاع والقراءة.