صندوق انتخابات 2018.. مكاسب سياسية واقتصادية وخارجية حصدتها مصر
طوابير الناخبات أمام لجان الاقتراع بانتخابات الرئاسة
ينتظر المصريون إعلان الهيئة الوطنية للانتخابات النتائج الرسمية للانتخابات الرئاسية، التي أقيمت على مدار أيام 26 و27 و28 مارس، مساء اليوم الإثنين، وسط مؤشرات تشير لفوز الرئيس عبدالفتاح السيسي بفترة رئاسية ثانية، على حساب منافسه موسى مصطفى موسى.
وعن المكاسب التي تعود على مصر من الانتخابات الرئاسية، تواصلت "الوطن" مع عدد من الخبراء في مجالات الاقتصاد والسياسة والعلاقات الدولية للوقوف على أهم هذه المكاسب.
- الاقتصاد
قال الدكتور مصطفى بدرة، الخبير الاقتصادي، إن هناك عدة مكاسب اقتصادية تعود على مصر بعد إجراء الانتخابات الرئاسية، أولها الجانب الداخلي الخاص برئيس الجمهورية، الذي يمتلك برنامج إصلاح اقتصادي يريد استكماله وتطبيق باقي نقاطه، حيث توجد نقاط في برنامج الرئيس الاقتصادي لم تكتمل بعد، أهمها تحرير سعر الصرف الذي بدأ أواخر عام 2016 ويفترض أن يتبعها انخفاض في الأسعار، لم يحدث بعد بسبب ضيق الفترة الزمنية التي تم تطبيق تحرير سعر الصرف فيها والتي لم تتخط 16 شهرا.
وأضاف "بدرة"، لـ"الوطن"، أن مكاسب الانتخابات الاقتصادية تكمن، أيضًا، في استكمال البنية التشريعية التي وضعها الرئيس لمنظومة الاستثمار، والتي بدأت بتفعيل قانون الاستثمار الذي يعد مرحلة يتبعها مراحل أخرى لاستكمال الخريطة الاستثمارية لوزارة الاستثمار في مصر.
ولفت أستاذ التمويل والإستثمار، إلى أن هناك مكاسب أخرى تتعلق بالتعاملات الاقتصادية المصرية مع الدول الأخرى، حيث إن المشاركة في الانتخابات بهذا الشكل، وما صاحبها من أجواء احتفالية في الشوارع وأمام اللجان، تعطي انطباعا للعالم الذي يراقب الإنتخابات، أن مصر بلد آمنة ومستقرة ومهيأة للاستثمار فيها، وهو الأمر الذي سيساعد حتما في جلب العديد من الاستثمارات خلال الفترة المقبلة.
- السياسة الداخلية
وعلى الجانب السياسي، أوضح محمد فارس، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الفوائد السياسية التي جنتها مصر من صندوق الانتخابات تتمثل في تثبيت قيم الديمقراطية وحقوق المواطن في ممارسة حقه السياسي، مشيرا إلى الوعي الفطري للمواطن المصري الذي فضل الانحياز للشخص الأفضل، وفقا لرأيه، دون ضغط أو توجبه كما كان يحدث في السابق، حيث أن الناخبين صوتوا من خلال إيمانهم بإنجازات الدولة الحالية التي لابد من استكمالها.
وأضاف "فارس"، لـ"الوطن" أن الانتخابات أنتجت تعميقا للثقة بين الدولة وبين المواطن، الذي اختار المشاركة دعما للدولة وثقة في قدرتها على استكمال الإنجازات، لافتا إلى أنه من أهم المكتسبات السياسية للانتخابات التماسك والترابط والاصطفاف الوطني خلف القيادة السياسية، ودعم الدولة في حربها ضد الإرهاب، استكمالا لمسيرة التطهير والتعمير التي تتبناها الدولة المصرية.
- السياسة الخارجية
السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، كشف عن مكاسب أخرى تتعلق بسياسات مصر الخارجية بعد إجراء ذلك الاستحقاق، مؤكدا أن الانتخابات الرئاسية لم تفرز رئيسا جديدا وفقا للمؤشرات الأولية، وبالتالي فالنظام السياسي مستقر، ما يعني استمرار السياسات الخارجية للرئيس عبدالفتاح السيسي، ويعني أيضا جذب مزيد من الإستثمارات، مشيرا إلى أن نجاح السيسي واستمرار حكمه سيؤدي لتنوع العلاقات مع دول العالم الخارجي، وإبرام المزيد من الاتفاقيات الاقتصادية.
وأضاف "حسن"، أن الجماعات الإرهابية ستحاول البحث عن طريقة جديدة لتشويه الدولة المصرية، بعد خروج الانتخابات بهذه الصورة واستمرار النظام الحالي، مشددا على ضرورة الاستعداد لمواجهة ادعائاتهم التي لن تتوقف، على حد قوله.