«عاصم» علق «بكالوريوس التجارة» واشتغل فى «كار أبوه»
عاصم
حالته على العكس من الكثيرين ممن يعملون بالمجال، موت والده منذ أكثر من 40 عاماً أثّر على شكل مستقبله الذى حلم أن يخرج فيه من جلباب أبيه، الصدمة التى تعرّض لها فى سن صغيرة دفعته للعمل فى «كار الحانوتية» وجعلته ملماً بخباياها. عاصم حسن، بكالوريوس تجارة، صاحب أقدم مكتب حانوتية بشبرا بالوراثة، قارب على عقده السادس، ورغم ذلك يشعر بالندم على العمل فى هذا المجال، حيث كان يفضّل العمل فى وظيفة أخرى تناسب مؤهله العالى وتحقق له الأمان والاستقرار: «على أيامنا كانت الوظائف سهلة والشغل كتير، كان ممكن أتعين فى شغلانة كويسة، ويبقى لى معاش، لكن لما أبويا مات وأنا صغير اضطريت إنى أنزل وأشتغل مكانه علشان نقدر نعيش».
لم يستطع «عاصم» مجاراة تطور المهنة فى الفترة الأخيرة بشكل كبير: «ساعات بقعد بالـ3 أيام مايجيليش أى شغل، لو اشتغلت فيهم بـ100 جنيه يبقى كويس جداً ورضا»، حيث يرى أن الجمعيات الخيرية التى خصّصت قسماً فيها لتكفين الموتى ودفنهم وتغسيلهم بالتطوع زاحمتهم فى مصدر رزقهم: «الربح زمان كان حلو قوى، كان مكفينى وزيادة، وكنت مبسوط، لكن دلوقتى الشغل التطوعى أثر على شغلى كحانوتى بنسبة 90%». لم يسلم «عاصم» هو الآخر من نظرة المجتمع إليه، التى تسبب له الضيق فى بعض الأحيان عندما يقول له البعض «إحنا بنتشائم من الشغلانة دى»: «ناس كتير شايفة إن الشغلانة بتاعتنا مالهاش لازمة، ولا ليها قيمة، لكن الحقيقة أنها معيّشة فئة كبيرة قوى مستورين». عمله كحانوتى لم يؤثر على نفسية زوجته وأولاده: «أنا بافصل كويس جداً بين البيت والشغل، وكمان هى قريبتى، فمتعودة على جو الشغل مش غريب عنها».
«غلطة وندمان عليها»
حزن «عاصم» على ما وصلت إليه المهنة جعله يرفض أن يعمل مع أبنائه بالمجال: «ولادى الاتنين متخرجين من التجارة وبيشتغلوا فى شركات قطاع خاص وليهم دخل شهرى ثابت»، وليزيد من أرباحه يحاول مؤخراً، أن ينقل الموتى الأجانب من المحافظات المختلفة، كالغردقة وشرم الشيخ وأسوان والأقصر: «الشغلانة بتاعتنا مالهاش قاعدة ثابتة دلوقتى باحاول إنى أطور من نفسى علشان أقدر أعيش، بادخل فى اتجاهات جديدة تدخل لى مكسب أكبر».