رحيل صانع الدهشة
الكاتب الروائي أحمد خالد توفيق
بعد حياة حافلة بإبداع محفوف بالدهشة والقدرة المتميّزة على صناعة الشغف، رحل الكاتب الروائى الشهير أحمد خالد توفيق، الذى ارتبط بأعماله جيل الشباب الباحث عن عوالم خيالية موازية للعالم الذى يسيطر عليه اليأس والإحباط. وبرضا لافت عن مشواره الأدبى، ودّع «توفيق» الدنيا، وهو الذى وافقه القدر، ومات فى موعد تنبّأ لنفسه بالرحيل فيه، عندما قال فى مقال له بعنوان «أماركورد» قبل 6 سنوات «موعد دفنى 3 أبريل».
الروائى الشهير عشق هدوء «طنطا» وخاصم القاهرة بسبب «الزحام»
الروائى واستشارى طب المناطق الحارة، الذى عشق هدوء طنطا «مسقط رأسه» وأجواء الريف، وخاصم العاصمة «القاهرة» بسبب الزحام والضوضاء، أبدع فى تجسيد شخصيات سلسلة «ما وراء الطبيعة»، لا سيما فى ما يتعلق بمصير تلك الشخصيات، وملابسات موتها وأسبابه، لدرجة أن محبيه وقراءه لم يصدقوا أن تلك الشخصيات قابلة للموت، وهو ما انعكس فى ردود فعلهم تجاه خبر وفاة الأديب الشهير، وبينما لم تتوقف كلمات الرثاء والنعى، كان المزج بين «توفيق» وشخصياته، حاضراً بقوة، إذ شاءت الأقدار أن تكون القاهرة محطته الأخيرة بوفاته فى مستشفى عين شمس التخصصى، قبل أن يعود جثمانه إلى الغربية ليوارى الثرى.
التمعن فى رثاء جيل الشباب لـ«توفيق»، يكشف عن سر محبة ذلك الجيل له، فهو يدين له بالفضل فى تشكيل جزء كبير من وعيه الجمعى، وثقافته، فقد عاش معه الشباب كثيراً من قصص الرعب واختراق حدود العالم الضيق إلى الخيال الرحب الذى تسبح فيه شخصيات رواياته. مصر، بلا شك، فقدت واحداً من أدبائها الرائعين، التف حوله الشباب وأشاد بإبداعه كبار الكتاب والنقاد، فكان محل إعجاب وتقدير من الجميع.