بروفايل| خالد توفيق.. «العراب» يرحل
الكاتب الروائي الراحل أحمد خالد توفيق
ملامح هادئة ووجه بشوش، تواضع جم لا يتناسب مع روائعه الأدبية التى شكلت وجدان جيل بأكمله، ينقلك بخفة ممزوجة بالرعب تارة والمغامرة تارة أخرى بين عوالم شخوصه، التى جاءت غريبة بعض الشىء عن أبطال روايات التسعينات التقليدية، فنجد بطل سلسلته الشهيرة «ما وراء الطبيعة» الدكتور رفعت إسماعيل طبيباً عجوزاً فى العقد السابع من عمره، يفلت فى كل مرة من أعدائه المقبلين من جانب النجوم، رغم كبر سنه، إلى أن يعتقد البعض أنه يمتلك جانباً خارقاً للعادة. «طقوس خاصة» اعتاد عليها الروائى أحمد خالد توفيق، أستاذ طب المناطق الحارة بكلية الطب جامعة طنطا، طوال الـ26 عاماً الماضية التى قضاها فى تكوين إرثه الأدبى والروائى الذى بدأ عام 1992 بإصدار سلسلته الشهيرة «ما وراء الطبيعة» عن المؤسسة العربية الحديثة للنشر، والتى جعلته يتربع على عرش أدب الرعب والخيال العلمى، يقول «توفيق» فى أحد لقاءاته الأدبية: «الأمر لا يتطلب سوى الليل والهدوء لكتابة قصتى، أبدأ باختيار الفكرة ثم أنسج بعدها الشخصيات».
صعوبات كثيرة واجهها «العراب» كما يطلق عليه محبوه فى بداية مشواره بعدما تم رفض روايته «أسطورة مصاص الدماء» من قبل المؤسسة العربية للنشر، إلى أن قام أحد أصدقائه بإقناعه بتقديم الرواية للمرة الثانية لتأتى الموافقة عليها من قبل الدكتور نبيل فاروق بعدما وصف أسلوبه بـ«الممتاز»، وأن الرواية بها حبكة روائية وإثارة وتشويق، ليقدم بعدها «توفيق» مجموعة من الإصدارات الأدبية يمكن حصرها فى أنواع ثلاثة هى السلاسل القصصية «ما وراء الطبيعة» و«فانتازيا»، و«سافارى» والروايات التى كان أبرزها «يوتوبيا»، و«السنجة» و«ممر الفئران» وآخرها رواية «شآبيب» التى صدرت عن دار الشروق خلال معرض القاهرة الدولى للكتاب فى يناير الماضى والترجمات والمجموعات القصصية.
ورغم رحيله المفاجئ عن محبيه مساء أمس، فإن ابن طنطا ما زال يحمل فى كل خطوة من خطواته مفاجأة مغلفة بالإثارة حتى وهو فى طريقه إلى الموت، ليكتشف محبوه أن «عرابهم» توقع تاريخ وفاته وتوقيت جنازته يوم 3 أبريل بعد صلاة الظهر خلال روايته «قهوة باليورانيوم» حيث ضمت الصفحة 62 من الرواية التى كتبها قبل 6 سنوات إثر تعرضه لأزمة صحية: «اليوم كان من الوارد جداً أن يكون موعد دفنى هو الأحد 3 أبريل بعد صلاة الظهر.. إذن كان هذا هو الموت، بدا لى بسيطاً ومختصراً وسريعاً».