"فاطمة الزهراء".. مغربية جذبت الأوروبيين بإعادة إنتاج الطرب الأندلسي
شابة مغربية تأثرت بالفن الطربي الأندلسي منذ نعومة أظافرها، حتى أصبحت من أشهر المطربين الجدد الذين أعادوا إحياء هذا النوع من الفن في بلادها.
فاطمة الزهراء نظيفى، روت لـ"الوطن" رحلتها مع الفن الطربي الأندلسي، حيث نشأت وسط عائلة تهتم بالطقوس الصوفية والمديح، ومن ثم أصبحت مولعة بكل ما هو طربي، ومثلت في طفولتها مدرستها في مختلف الحفلات الغنائية، لاسيما وأن الطرب الأندلسي عند المغاربة يمكن اعتباره كقصة عشق معه.
"ليست الندرة فقط من تؤثر سلبا على الفن الأندلسي بل على مختلف الفنون الطربية، فنحن أمام موجة انتقالية تحاول التملص من الإرث الفني، وفي ظل العولمة وحالة التراجع الثقافي ومن ثم قلة عدد الفنانين هناك من يتشبث بهذا التراث الغنائي"، حسب فاطمة الزهراء.
الشابة المغربية تحاول ومجموعة من الفرق في إعادة هذا الموروث بطرق عديدة، لخلق السماع الطربي دون كسر وتجاوز أساسيات الطرب، كما تعمل رفقة طاقم من الفنانين والأكاديميين على البحث في مخزونه لاعادة انتاج قصائد وألحان تستمد أصالتها من روحه، فمقطوعة الطرب الاندلسي تخضع لنظامها الخاص على العكس من بقية الأنماط فهي تعتمد القصيدة الأندلسية التي يعود بعضها إلي قرون قديمة جدا، كما تتصف بتعدد النوبات والإيقاعات، حيث يصل في المغرب عددها حاليا إلي 11 وهي: "رمل الماية، الأصبهان، والماية، ورصد الذيل، والاستهلال، والرصد، وغريبة الحسين، والحجاز الكبير، والحجاز المشرقي، وعراق العجم، والعشاق".
فاطمة الزهراء، تعشق جميع المدارس الأندلسية في المغرب، فكل واحدة تمتاز بأسلوبها الخاص في عزف النوتة الأندلسية و الإنشاد، لكنها تفضل روائع الراحل محمد العربي التمسماني.
ترى فاطمة الزهراء حقق انتشارا على مستوى الدول الأوروبية، فهو ضمن الألوان التي أصبحت مفضلة لدى المواطن الأوروبي، لكن علي المستوي العربي هناك حالة انتقالية في مشهد العلاقة بين المشرق والمغرب، مع ملاحظة أن المواطن العربي بدأ الاستيعاب وفهم اللهجة المغربية التي كان يتعاطى معها في السابق بصعوبة، لاسيما بعدما حققت العديد من الأغاني المغربية شهرة عالمية.