بعد حديث المشاط عن فوائدها.. كيف تصبح مصر سوقا جاذبة للسياحة الآسيوية؟
صورة أرشيفية
قالت رانيا المشاط، وزيرة السياحة، إن نصيب مصر من السوق الآسيوية ضئيل، رغم أنها من الأسواق المهمة، مشيرة إلى أن الصين تصدر نحو 150 مليون سائح سنويًّا لجميع أنحاء العالم، وبإيرادات تصل إلى 200 مليار دولار سنويًّا، وذلك خلال إعلانها تلقي عرض من شركة "هواوي" الصينية بهدف الترويج للسياحة المصرية عبر أجهزة الهواتف المحمولة، من خلال عرض صور للمناطق السياحية في مصر، لافتة إلى أن من أولويات الوزارة في الفترة المقبلة التركيز على اجتذاب أكبر عدد من السائحين من السوق الآسيوية.
وعبر "الوطن" وضع خبراء السياحة روشتة لاجتذاب السياح من الدول الآسيوية، حيث قال مجدي سليم، وكيل وزارة السياحة الأسبق، إن السوق الصينية والهندية هما الأهم والأكبر، ويجب التركيز عليهما في الفترة المقبلة، عبر وضع استراتيجيات خاصة ودراسات شاملة لكيفية دخول هذه الأسواق، وعمل دعاية فيها تجتذب السياح لمصر، من خلال تقديم الصورة الأمثل عن مصر، لافتا إلى أن أهم أساليب الدعاية هي كيفية معاملة السائح الآسيوي في مصر، عبر تقديم خدمة مميزة وجيدة وواعية بحجم السوق التي يأتي منها هذا السائح، مؤكدا أنه يجب التعامل معهم كسياح درجة أولى.
وتابع سليم، أن عملية الترويج للسياحة المصرية في الصين خاصة، وشرق آسيا عامة، تواجه صعوبة كبيرة تجعلها أشبه بالنحت في الصخر، فالطيران يعد العائق الأكبر ضد قدوم عدد كبير من السائحين من هذه الدول، حيث أن عدد ساعات الطيران بين القاهرة وبكين تصل إلى 13 ساعة، وهو الأمر الذي جعل اعتماد السياحة المصرية في السابق على أوروبا يصل إلى 80%، لذلك لابد من زيادة خطوط الطيران بين مصر وهذه الدول.
وأكد أن الآسيويين يتمسكون بشكل كبير بثقافاتهم وتراثهم، لذلك لا بد من زيادة التبادل الثقافي بين مصر وهذه الدول، ويجب الاهتمام بتوفير الأكلات الخاصة بهم، والتي تحدد بشكل كبير اتجاه السائح الآسيوي الذي يعتبر وجود الأكلات الخاصة به واحدة من أهم العوامل التي تحدد انتقاله بحرية بين الدول، مشددا على ضرورة عقد اتفاقيات اقتصادية كذلك مع هذه الدول، معتبرا العلاقات الاقتصادية الجيدة عاملا هاما لزيادة التبادل السياحي.
"الطيران ثم الطيران ثم الطيران" هكذا بدأ معتز السيد، نقيب المرشدين السياحيين السابق حديثه لـ"الوطن"، مؤكدا أن صعوبة الطيران بين مصر ودول آسيا، وطول ساعاته واحدة من أهم العوائق بين مصر والسوق الآسيوي، لذا يرى أنه يجب توفير شركة طيران مصرية رخيصة التكاليف بين مصر وهذه الدول، وزيادة خطوط الطيران بين القاهرة والمدن الآسيوية الكبرى التي تستهدفها مصر بشكل رئيسي، مثل بكين ونيودلهي ومومباي، مؤكدا أن الصين والهند يجب أن يكونا الهدف الرئيسي في الفترة المقبلة، فإذا كانت الصين تصدر من 150 إلى 200 مليون سائح سنويا، يجب على مصر أن تجتذب منهم 3 ملايين سائح على الأقل، وكذلك الهند، حسب تقديره.
وضع آلية للمنافسة الشريفة بين شركات السياحة المصرية، هو أحد أهم السبل لجذب السياحة الآسيوية وفقا لـ "السيد"، وذلك عبر اجتذاب السياحة عن طريق جودة الخدمات، وليس تخفيض وضرب الأسعار.
وأوضح أن العامل الثالث لجذب السياحة الآسيوية هو الدعاية، حيث أن اعتماد مصر طوال الثلاثين عاما الماضية على السياحة الأوروبية، التي كانت تشكل 75% من سياحة مصر، جعلها تهمل الدعاية في الأسواق الآسيوية، لذا يجب دراسة الأسواق الآسيوية بشكل دقيق ووضع استراتيجيات تجتذب السائح الآسيوي، وتجعله يقبل على زيارة مصر.