برفانات على عربة كارو: اللى بيعرف يفرَّق يشترى
«على» بائع برفانات فى سوق المطرية
على الرغم من ثبات العربة الكارو التى يجلس فوقها، فإنه كثير الحركة، غير ثابت فى جلسته، طوال الوقت يحاول أن يحمى الجزء الأيسر من جسده من أشعة الشمس، أما زجاجات العطور التى يبيعها على العربة الخشبية فيحاول كل فترة إعادة ترتيبها لتظهر بصورة جذابة أمام الزبائن. على عباس، بائع البرفانات، يقف فى سوق المطرية إلى جوار العربة الكارو التى يرص عليها بضاعته مردداً: «معرفش أسامى العطور إيه، ولا أعرف الحريمى من الرجالى، اللى بيشتروا عارفين».
أسعاره الرخيصة تجذب إليه البسطاء حيث يبيع الزجاجة الواحدة بـ10 جنيهات: «والله ما أعرف اسمهم إيه ولا أبصر إيه كله بالإنجليزى، واحد صاحبى بيديهملى وأنا بطلع أبيعهم، لا بسأله إيه الحريمى ولا الرجالى، هو بيقول لى على كل نوع وأنا بنسى والزباين هما اللى بيعرفوا ويختاروا اللى همّا عايزينه».
من شارع أحمد عرابى، بمنطقة عين شمس، إلى المطرية، رحلة يقطعها الرجل الخمسينى، يومياً، للبحث عن زبون، مستغلاً فصل الصيف وحاجة الناس إلى العطور التى تنتعش مبيعاتها فى فصل الصيف: «أنا مابفهمش فى البرفانات، طول عمرى راجل بتاع خضار وفاكهة، لكن قبل ثورة 25 يناير، اتعرضت للسرقة وخسرت فلوسى كلها، فاضطريت أشتغل فى أى حاجة تانية».
لم يخسر «عباس» تجارته فقط بل زوجته أيضاً: «لما خسرت كل حاجة ومعرفتش أصرف عليها طلقتها».