كازينوهات الهرم تستقبل رمضان بـ«إغلاق.. وهدم.. وصلاة تراويح»
الأماكن الأشهر فى الهرم، ذات الأضواء المبهرة، كان فصل الصيف موسم الذروة فيها، والعمل كان مستمرا حتى فى شهر رمضان، الوضع هذا العام تغير للنقيض.. الملاهى بعضها مغلق الأبواب وأخرى مسدودة نهائيا بأسوار وحوائط أسمنتية، كازينو «الأندلس» قرر التخلى عن النشاط وبنى أبوابه بالطوب والأسمنت، حفاظا على محتويات المكان، الأمر نفسه تكرر فى كازينو «الليل» وكازينو «رمسيس».. فالظلام يخيم عليهما، والأبواب مغلقة، والحراسة غير موجودة، أما مالك «الجندول نايت كلوب» ففضّل استقبال رمضان هذا العام بهدمه تماما.
«مكسب الأمس خسارة اليوم».. فى ثوب هذه المقولة تعيش الكازينوهات والملاهى الليلية بشارع الهرم، بعد قدوم شهر رمضان المعظم ومن قبله قيام ثورة يناير وتحدى التيار الدينى لعمل تلك الأماكن.. «تحويشة العمر» وكل شىء ضاع، مع بدء شهر الصوم وبرغم مرور أيام قليلة منه، أطفأت الكازينوهات أنوارها، وأوصدت أبوابها، وبدت كأنها مهجورة منذ سنوات، فى إعادة للمشهد الذى كانت عليه عقب أحداث الثورة بعد اقتحامها وأخذ محتوياتها من قبَل المتظاهرين.
الصدفة لعبت دوراً غير مباشر فيما حدث لملاهى شارع الهرم، فإحياء ليالى رمضان فى المساجد الملاصقة لـ«الكباريهات» ساعد على إغلاقها، كازينو «الليل» يجاوره مسجد السلام، المعروف فى الهرم، و«الأندلس» يلتصق به مسجد العلا، ويقع خلف كازينو «رمسيس» زاوية بأحد العقارات، المهندس عادل، يسكن إلى جوار كازينو «الليل»، يعبر عن سعادته بتوقف الملاهى: «الحمد لله، بطلوا يشتغلوا عشان العرب والخلايجة مبقوش ييجوا»، الرجل الخمسينى يتهم النظام السابق بحماية بؤر السكر والرقص، حسب وصفه، قائلاً «لا كان بيهمهم رمضان ولا غيره.. يبقى الأذان شغال والموسيقى صوتها واصل لجوه بيوتنا جنب الكازينو».
«راضى» يعتبر صلاة الفجر والتراويح أمام المساجد المجاورة للملاهى المغلقة وضعاً صحيحاً بدلاً من سيارات الزبائن التى كانت تملأ المكان: «سبحان الله، المكان اللى بنصلى فيه قدام الجامع كان بيبقى مليان بالعربيات والسكرانين مع آخر الليل كده».