بعد تهديدات ترامب بعمليات عسكرية.. سيناريوهات الأزمة بسوريا
ترامب
تتعرض سوريا للعديد من الهجمات والأزمات المتكررة، على مدى أكثر من 5 أعوام والتي كان آخرها أمس الأول، حيث تعرضت مدينة دوما السورية، التي تعتبر آخر معاقل المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية، إلى هجوم يشتبه في أنه كيماوي، أسفر عن مقتل أكثر من 70 شخصا على الأقل، بينما نفت الحكومة السورية ذلك الأمر واعتبرته "مفبرك".
وأثار ذلك الهجوم جدل دولي ضخم، على رأسهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي هاجم بشدة روسيا وإيران وسوريا، مهددا بـ"ثمن باهظ" للهجوم بالأسلحة الكيماوية على المدنيين في سوريا، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة لديها خيارات عسكرية كثيرة بشأن سوريا على أن يتم اتخاذ القرار الليلة، وأن الهجوم سيقابل بالقوة.
وحملت الخارجية الأمريكية روسيا "مسؤولية الهجمات" استنادا إلى "دعمها المستمر" للحكومة السورية، وحذرت قبل ساعات من انعقاد مجلس الأمن للبحث في المسألة، من أنها لن تستبعد أي خيار.
لم تقتصر ردود الفعل على أمريكا فقط، وإنما انضمت لها فرنسا وبريطانيا، وهو ما يطرح عدة احتمالات بشأن سير الأحداث بسوريا، حيث يرى الدكتور سعيد اللاوندي، أستاذ العلاقات الدولية، أنه من المرجح أن تشهد دمشق هجوما ثلاثيا مكونا من "أمريكا وإسرائيل وفرنسا"، خلال الساعات القادمة، خاصة وأن تل أبيب تسدد ضربات إلى مطار تيفور منذ أمس.
ورجح اللاوندي، لـ"الوطن"، ذلك السيناريو لتراجع ترامب عن تصريحه منذ 3 أيام بالانسحاب من سوريا، وهو ما يظهر عدم رغبته الحقيقية في ذلك، مشيرا إلى وجود احتمالات بأن الولايات المتحدة تريد أن تكون دمشق هي وجهتها الثانية بعد العراق، بمزاعم وجود تلك الأسلحة الكيماوية بها، وأنها تتجنى على روسيا بذلك، لافتا إلى أن بوتين أكد أن الهجوم الذي شهدته سوريا لن يمر بسلام، كما أنه سبق أن أرسل بعثة للتأكد من استخدام الأسلحة الكيماوية، ولكن لم يتم العثور على أية أدلة لذلك.
وشاركه في ترجيح وقوع ضربات عسكرية بسوريا، تيسير النجار، المحلل السياسي السوري، مرجعا ذلك إلى أن تهديدات ترامب لها علاقة بالتوازن الدولي في سوريا، خاصة في ظل مساندة روسيا للرئيس بشار الأسد، على أن تسدد أمريكا ضربات عسكرية مفاجئة خلال الأيام المقبلة، مع عدم انسحاب قواتها من البلاد، مؤكدا وقوع عدة هجمات كيماوية مسبقا من قوات الجيش السوري.
بينما يرى الدكتور محمد حسين، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة القاهرة، أن تنفيذ عمليات عسكرية أمريكية في سوريا، مجرد "تهديدات لن يتم تنفيذها"، على حد قوله، والتي بنيت لاتهام الولايات المتحدة لروسيا وإيران وسرويا بضلوعهم في هذا الشأن.
وتابع حسين أنه من المرجح تغيير النهج الأمريكي في التعامل مع الأزمة السورية وإمكانية تسديد ضربات عسكرية بالفعل، وهو ما سيتحدد بعد لقاء ترامب بزعيم كوريا الشمالية خلال الفترة المقبلة.