طلبة المدارس يتحدون إرهاب «الإخوان وشركائهم»: «هانروح مدارسنا.. ومعانا ربنا»
«إخوان وإرهابيين مين دول اللى نخاف منهم؟ إحنا هنروح مدارسنا ومعانا ربنا وجيشنا حامينا»، كلمات واثقة متحدية تليق بناشط سياسى، لكنها خرجت على لسان أدهم بيومى، طالب فى الصف الأول الابتدائى، قالها وكأنه يعبر عن جيل جديد عاصر الثورة بكل تفاصيلها وتحدياتها وكتب له القدر أن يرى ويحب الجنود والدبابات فى الشوارع قبل أن يحب معلمه ومدرسته.
ابن السنوات السبع، تحدث عن استعداده للذهاب مع أصدقائه إلى المدرسة دون قلق من التهديد باعتداءات مسلحة على المدارس، وقال بكل ثقة: «السيسى قال لنا انزلوا فوضونى وهاحميكم وهو هيعمل ده كويس»، وواصل: «الحكومة شالت مصاريف المدرسة وبتساعدنا، ولازم نعمل اللى علينا ونذاكر عشان نكبر ونخدم بلدنا».
لم تختلف ثقة الطالب الصغير عمن يكبرونه سناً، إذ قالت بسنت سامى، طالبة بالصف الثانى الثانوى، إن الغياب محظور من قبَل الطلاب أنفسهم رغبة منهم فى إبلاغ أنصار تنظيم الإخوان والجماعات الإرهابية بأن الشعب المصرى بمختلف طوائفه ضدهم وأنهم لا يخشون تهديداتهم.
طالبة الصف الثانى الثانوى أكدت أن صديقاتها وزملاءها فى المدرسة اتفقوا على ذلك، مشيرةً إلى أنهم لن يتغيبوا عن الدراسة خوفاً من أى تهديدات ليُفشلوا مخططات إيقاف العملية التعليمية من خلال تظاهر عدد من أبناء التنظيم الإخوانى.
بتلك الثقة التى أبداها «أدهم» و«بسنت»، يبدأ نحو 17 مليون طالب وطالبة بمختلف مراحل التعليم، العام الدراسى الجديد بحالة من الطمأنينة بعد التحركات التى أعلنتها وزارة التربية والتعليم بالتنسيق مع القوات المسلحة ووزارة الداخلية لتأمين المدارس بكافة العناصر المتاحة، وتوفير خبراء مفرقعات لإحباط أى محاولات تفجير فى محيط المدارس، فاشتعال الحرب ضد الإرهاب لم يمنع أولياء الأمور من تأكيدهم على انتظام أبنائهم فى الدراسة منذ اليوم الأول ثقة منهم فى قدرات القيادات الأمنية والعسكرية.
وأكد عدد من أولياء الأمور على ثقتهم فى «القبضة الحديدية» التى تواجه بها الدولة مخططات الإرهابيين، وآخرها فشل دعوات التنظيم الإخوانى لأعمال تخريبية فى محطات المترو، ومنع أى اعتصامات مسلحة تضر بالمواطنين، وهو ما أشعل الحماسة فى صدورهم للمشاركة الإيجابية فى بناء المجتمع واستمرار دورة الحياة دون تخوف فى ظل سعى الدولة لحماية مواطنيها.
ورصدت «الوطن» فرحة الأهالى بعد أن أزالت الحكومة عنهم «هم مصاريف المدرسة» بناء على قرار الدكتور حازم الببلاوى، رئيس مجلس الوزراء، بإعفاء الطلاب من المصاريف الدراسية وتحمل الدولة تكلفة الكتب المدرسية لتوزيعها على الطلاب، خصوصاً مع ارتفاع أسعار المستلزمات الدراسية، وهو ما اعتبروه بداية حقيقية لمراعاة البعد الاجتماعى.
وأبدى أولياء الأمور حالة من الارتياح لتوقعهم تغييراً فى المناهج التعليمية الجديدة، بعد الإجراءات التى اتخذها الدكتور محمود أبوالنصر، وزير التربية والتعليم، من مراجعة الكتب الدراسية والتأكد من خلوها من أى مواد تدعو للانتماء للتنظيمات الإسلامية المتطرفة، أو تعادى مؤسسات الدولة المصرية. وأكدوا أن تأمين المدارس وإعفاء أولياء الأمور من المصروفات الدراسية، والحرص على أن ينال أبناؤهم وجبة دراسية دسمة تفيدهم فى حياتهم العملية هى خطوات إيجابية تزيد من إحساس المواطنين بقيام ثورة من أجلهم.
وعلى الرغم من الملاحظات الإيجابية التى أبداها أولياء الأمور وتعبيرهم عن اطمئنانهم بأن الدراسة ستتم دون أى معوقات، فإنهم رصدوا عدة مشاكل متعلقة بالعملية التعليمية وطالبوا الجهات المسئولة بالدولة بالعمل على حلها فى أسرع وقت، فتركزت مطالبهم حول تقليل الكثافة الطلابية داخل الفصول، وإعادة تأهيل المدرسين بإطلاعهم على التغيرات التى أدخلتها الدولة على المناهج الدراسية لنقلها لأبنائهم بمنطق الفهم بعيداً عن الحفظ والتلقين، وإعادة تأهيل البنية التحتية لبعض المدارس الحكومية بسبب حاجتها لصيانة عاجلة، وأشار الأهالى إلى عدم وجود عدالة فى توزيع المدارس فى الأحياء والمحافظات، وهو ما أكدته إحصائيات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء بأن كثافة المدارس داخل المحافظة الواحدة غير متناسبة. وقالت الإحصائيات إن عدد المدارس على مستوى الجمهورية يبلغ 46727 مدرسة، ورصد الجهاز ارتفاع كثافة المدارس فى عدة أحياء بالقاهرة منها «بولاق، الوراق، كرداسة، وأكتوبر». كما رصدت الإحصائيات الرسمية تفاوت أعداد الطلاب وتوزيعهم، ففى محافظة القاهرة يصل عدد المدارس نحو أربعة آلاف مدرسة بها قرابة 18 مليون تلميذ، وفى الإسكندرية يبلغ عدد المدارس قرابة ألفى مدرسة وعدد الطلاب عشرة آلاف تلميذ، وفى الجيزة يصل عدد المدارس نحو ثلاثة آلاف مدرسة وعدد الطلاب قرابة المليون ونصف المليون طالب.
وفى سياق متصل، تابعت وزارة التربية والتعليم رصد حالة نحو نصف مليون فصل دراسى لإصلاح المتضرر منها قبل بدء العام الدراسى الجديد، مع تأكيد الوزارة على أنها ستنتهى من لمساتها الأخيرة، وكافة الأمور الفنية قبل بدء العام الدراسى لضمان جودة المنظومة التعليمية وليس مجرد تسييرها.
وأكدت مصادر بالوزارة على أن الوزارة أعدت قائمة بالمدارس التى واجهت صعوبات فنية فى الانتهاء من مشاكلها، من أجل حل مشاكلها على مراحل لتحسين أوضاع المنشآت التعليمية، بما يعود بالنفع على مستوى الطالب والمعلم.
من جهته، قال الطالب مصطفى مجدى، بالصف الأول الثانوى، وعضو اللجنة القومية لاستراتيجية تطوير التعليم بوزارة التربية والتعليم، إن بدء الدراسة هو أولى خطوات إعادة الحياة لطبيعتها فى المجتمع وبالتبعية ستصبح الخطوة الأولى للقضاء على الإرهاب. وأضاف مجدى لـ«الوطن» أن دور الأجهزة الأمنية سيكون هاماً جداً فى تأمين المدارس، مطالباً بوضع دراسة عاجلة لإنشاء شركة أمن تتبع المديريات التعليمية لحماية المدارس والوجود أمامها بشكل دائم.