بريد الوطن| أخى ألفونس كل عام ونحن شركاء فى الوطن
بيت العائلة
فى أيام طفولتى وصباى نشأت فى أحد أحياء المنصورة فى منطقة تسمى عزبة عقل فى شارع كان يتكون من 6 منازل 4 منها يقطنها مسلمون و2 يقطن بهما إخوتى من الأقباط، أبناؤهم كانوا فى مثل عمرى، فى أيام كانت أمى، رحمها الله، عندما تصنع طعاماً تطلب منى أن أرسل منه طبقاً لبيت عمى بنيامين، وعلى الجانب الآخر كانت أم هانى زوجته تحضر طبقاً لنا من عمل يدها، ولأن أولاده فى مثل عمرى كنا نذاكر معاً فى أيام كان يغلب علينا الغيرة على الجار والحب من القلب له، أتذكر أننى لم أدخل يوماً فى شأن يخص عقيدتهم ونفس الحال بالنسبة لهم، كان ما تجمعنا محبة من نوع راقٍ وفريد رغم أن أحوال المجتمع كانت أفضل بكثير من الآن لاقتراب المستوى المعيشى لمعظم طبقات المجتمع.عند مرض أمى كان إخوتى الأقباط أول من يأتى لزيارتها وعند وفاة أمى كان عمى بنيامين يأخذ العزاء مع أبى كأنه واحد منا وهو بالفعل كان كذلك وزوجته لم تتركنا بل كانت تجلس معنا لتواسينا، وعندما كبرت وأصبحت فى عملى كنت أجد من زملائى الأقباط مودة وحباً وعشرة ذكرتنى بأيام الطفولة والصبا من مشاركة فى كل مناسبات الحياة من فرح وحزن ولأن شراكتنا فى الوطن كان أساسها فى البناء هو أن الدين لله والوطن للجميع وأن المولى عز وجل لو شاء لجعلنا أمة واحدة ولكن سبحانه وتعالى جعل الاختلاف حتى فى العقيدة لا يجب أن يكون سبباً فى فرقة الوطن لأن عقيدة المرء بينه وبين الله وشراكة الوطن لا تبقى إلا بتماسكنا معاً.
محمد الطرابيلى – المنصورة
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
bareed.elwatan@elwatannews.com