شنط المدرسة «على النوتة»: يا تلحق.. يا ماتلحقش
سوق العتبة المعروف عنها الزحام الشديد، الذى يجنب البعض الذهاب إليها، تحولت إلى سوق خالية إلا من بضائع مكتظة وباعة ينتظرون بشغف مرور زبون واحد لـ«التدليل» على بضائعهم، تمتلئ شوارع العتبة عن آخرها بشنط وأدوات مدرسية بدون زبائن، ما زاد من احتقان الباعة من أصحاب المحال، الذين تعرضوا لخسارة كبيرة هذا الموسم، بسبب شراء كميات كبيرة فى مقابل ضعف الإقبال، بسبب سوء الحالة الاقتصادية بعد الثورة، وعجز كثير من الأسر المصرية عن توفير احتياجات أبنائها المدرسية.
«الحالة زفت»، عبارة جاءت على لسان دياب أحمد، أحد كبار التجار، ليعبر عن «الحالة الضنك» التى وصل إليها التجار، لدرجة جعلتهم «يدللون» على بضاعتهم: «وبرضه مش نافع»، ساعات طويلة يجلسها «دياب» أمام المحل واضعا يده على خده فى انتظار زبون واحد: «حالتنا من بعد الثورة صعبة وكنا حاطين آمال كبيرة على موسم المدرسة، استوردنا بضاعة بكميات كبيرة من العتبة وقلنا تقليص ساعات حظر التجوال هيفرج الحال لكن للأسف الخسرة ورانا ورانا».
يعد تجار العتبة ما تبقى على أيام الدراسة، متمنين أن يأتى الخير من حيث لا يعلمون، ويتساءل مصطفى عايد، أحد مستوردى الحقائب المدرسية من الصين: «هل يكفى ما تبقى فى تعويض الخسائر؟»، مؤكدا أن أسعار استيراد الحقائب ارتفعت بنسبة 30% عن العام الماضى، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار، ومن ثم ضعف الإقبال على الشراء، وتتراوح أسعار الحقائب بعد الزيادة بين 50 و100 جنيه.
نادر فتحى، أحد الباعة، قال إن الأزمة أدت إلى أن معارض كبيرة يمر عليها يوم كامل لا تبيع سوى حقيبة واحدة، وهو ما دفع كبار التجار والمحال إلى البيع «على النوتة» للباعة «السريحة»: «الناس بترمى الشنط والفلوس فى السوق عشان تجمع أى رزق».