تجار سيناء يتلاعبون بأقوات المواطنين فى غياب «التموين»
تجمع للأهالى حول سيارة تبيع الخضراوات
استغل بعض التجار الأحداث الراهنة فى سيناء فى محاولة التربح وبيع السلع بأسعار أعلى من المقررة عبر إطلاق شائعات عن غلق طريق «العريش- القنطرة»، الأمر الذى سيتسبب فى عدم دخول المواد الغذائية والخضراوات لعدة أيام، بغرض دفع المواطنين إلى شراء السلع المعروضة فى الأسواق وتخزينها تحسباً لصحة تلك الشائعات، أو قيام التجار بإخفائها تمهيداً للاستفادة من فارق السعر بعد زيادة الإقبال وقلة المعروض.
وبالفعل اختفى الكثير من السلع بمدينة العريش بسبب إقبال المواطنين على الشراء أو لجوء التجار لتخزينها، إلى جانب ارتفاع أسعارها بمعدلات غير مسبوقة فى أماكن أخرى سواء فى أسواق الجملة أو لدى تجار التجزئة. وقالت نسرين محمد، من سكان المدينة، إن «السلع اختفت من الأسواق بعد ساعات من إطلاق الشائعة، وجميع التجار أرجعوا الأمر إلى غلق الطريق الواصل ما بين العريش والقنطرة إلى أجل غير مسمى، وهو ما سيؤدى إلى عدم دخول البضائع للمدينة». وأضاف كامل الكاشف، من أهالى المدينة، أن تجار التجزئة بمنطقة الرفاعى رفعوا أسعار الخضراوات والبقوليات بنسبة 30% بعد أقل من 6 ساعات من انتشار الشائعة.
فتحى أبوراشد، وكيل وزارة التموين بشمال سيناء، أكد أن المديرية لم يصلها إخطار رسمى بغلق الطريق، لافتاً إلى أنها مجرد شائعات يطلقها بعض المستغلين لحاجة المواطنين إلى الطعام والشراب، مشدداً على أن مباحث التموين شنّت حملات موسعة على المحال التجارية بعد تحذير التجار من تخزين البضائع أو رفع أسعارها، مضيفاً: «سنوجه أشد العقوبات للتجار الجشعين، والعريش بها مخزون من الحصص التموينية يكفى إلى ما بعد شهر رمضان، إلى جانب أن الخضراوات والسلع الغذائية تدخل للمدينة بشكل منتظم، ولم تلاحظ المديرية اختفاء أى من المواد الغذائية فى المدينة باستثناء بعض الخضراوات التى تتعرض للتلف».
التجار أطلقوا شائعات مغرضة بغلق الطرق لرفع أسعار البضائع بعد احتكارها.. والأهالى: السلع اختفت من الأسواق
ولتدارك الأزمة، تواصل حسام رفاعى، عضو مجلس النواب، مع الجهات المختصة، التى أكدت أن إغلاق الطريق مجرد شائعة، وأن الأمر لا يتعدى مجرد تشديدات أمنية على الأشخاص الوافدين للمحافظة أو الخارجين منها بغرض ضبط الخارجين عن القانون الذين يفرون من سيناء إلى المحافظات الأخرى، بعد تضييق الخناق عليهم من خلال الملاحقات والمداهمات التى تنفذها الأجهزة الأمنية.
من جهته، دعا اللواء عبدالفتاح حرحور، محافظ شمال سيناء، الأهالى إلى التكاتف ومعاونة الأجهزة الأمنية فى حربها ضد الإرهاب، وعدم الانسياق وراء تلك الشائعات المغرضة، مشدداً على دخول وخروج أصحاب الحاجة للمدينة بشكل يومى دون أدنى معوقات، وطالب مديرية التموين بتحمُّل مسئوليتها تجاه عمليات البيع والشراء، ومحاسبة التجار الذين يقومون بإخفاء البضائع أو رفع أسعارها عن طريق ترويج تلك الشائعات المغرضة، فيما أكد المركز الإعلامى بالمحافظة أن «حرحور» قرر عقد اجتماع مع تجار الجملة والتجزئة بالمحافظة بقرية «الشبابية»، بساحل بحر العريش، للوقوف على معوقات تدفق السلع الغذائية، فى ظل الأزمة الحقيقية التى تعيشها المحافظة. وأضاف المركز، فى بيان له، أن المحافظ شدد على ضرورة حضور جميع التجار المسجلين لمناقشة معوقات وصول السلع إلى المستهلك بشكل عادى. وفى سياق آخر، ناشد عشرات المزارعين بشمال سيناء المحافظ اللواء عبدالفتاح حرحور، ونواب المحافظة، والمسئولين فى كافة الأجهزة المعنية، سرعة التدخل لإنقاذ محصول «الطماطم» من التلف، خاصة فى مناطق الشيخ زويد، عن طريق السماح لهم بنقل المحصول إلى مدينة العريش، مع بدء جنى المحصول فى عدد من المزارع، ما أدى إلى تراجع سعره من 7 جنيهات إلى 50 قرشاً للكيلو، الأمر الذى تسبب فى تكبدهم خسائر فادحة.
وأكد «عبدالرافع حجاوى»، أحد مزارعى الشيخ زويد، أن المزارعين فى المدينة وبعض المناطق الأخرى التابعة لمدينة رفح، خاصة فى منطقة الساحل، بدأوا فى حصاد محصول الطماطم لهذا العام، وفى حالة عدم وجود مستهلكين لجميع الكميات المنتجة سوف يتعرض المحصول للتلف، مما يهدد بتعرضهم لخسائر مالية كبيرة، نظراً لعدم السماح لهم ببيع المحصول فى المحافظات الأخرى.
وأضاف «حجاوى» أن المزارعين كانوا يعتمدون على بيع محصول الطماطم فى سوق العبور بالقاهرة، وأسواق الإسماعيلية والشرقية وبورسعيد، ولكن مع صعوبة السفر خارج العريش الآن، وإغلاق الطريق، أصبح من الصعب بيع المحصول خارج شمال سيناء، لذلك يطالب المزارعون بمساعدتهم فى نقل محصولهم إلى مدينة العريش لبيع المحصول بها، مشيراً إلى أن غالبية المزارعين تراكمت عليهم الديون نتيجة شراء الشتلات والسماد وأدوات زراعة بالأجل.
وقال «أبوسليم كريشان»، أحد التجار، إن أكثر من 6 مزارع قد نضج بها محصول الطماطم، ولا يوجد مستهلكون فى الشيخ زويد يكفون لشراء كل هذه الكميات، لافتاً إلى أن سعر كيلو الطماطم انخفض من 10 إلى 5 جنيهات، ثم تراجع إلى 50 قرشاً، بسبب عدم وجود سوق استهلاكية فى الشيخ زويد، بعد نقل أهالى رفح والقرى المجاورة إلى خارج مناطقهم، وأوضح أن سعر كيلو الطماطم فى العريش سجل 7 جنيهات، نظراً لنقلها من المحافظات الأخرى، فى حين أنها موجودة بكثرة وبسعر أقل بكثير فى الشيخ زويد التى لا تبعد سوى 35 كيلومتراً فقط عن مدينة العريش. وأوضح إبراهيم أبوشعيرة، عضو مجلس النواب عن دائرة الشيخ زويد، أنه تواصل مع الجهات المعنية من أجل السماح بنقل منتجات الشيخ زويد إلى العريش والمحافظات الأخرى، وإنقاذ المزارعين من تعرضهم لخسائر مالية فادحة، بسبب عدم تمكنهم من بيع محاصيلهم فى مناطق أخرى، مثل العريش وبئر العبد والمحافظات الأخرى، مشيراً إلى أنه ينتظر رداً من المسئولين فى هذا الصدد.